بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
اتجول كل صباح بين مواقع منصات التواصل. تصدمني الفضائح الملفقة، والأخبار الكاذبة، يزعجني زعيق الأبواق المأجورة الداعمة لاداء الوزارات الفاشلة، فأقف حائرا أمام هذا الكم الهائل من التعليقات المذيّلة باسماء لا أعرفها، تعليقات تعج بالاخطاء الاملائية يتركها عابرون وعابرات، ومشاغبون ومشاغبات، أشعر معها كما لو أني أعيش في عراق آخر، ليس العراق الذي أعرفه، أو اني أعيش في زمن مختلف، فغالبية الحكايات المكتوبة محورها التسفيه والتسطيح والتضليل والمناكفة، وكأن منشئي تلك الصفحات يسعون إلى توسيع رقعة التفاهة، وتعميق أغوار السفاهة، فما يُكتب بكثافةٍ على صفحات تلك المواقع يوحي بوجود مضخات إعلامية قوية ومدعومة تعمل ضدنا ليل نهار وبلا هوادة، وربما تأثر بها بعض الناس وانجرفوا معها، وراحوا يسايرونها من دون ان يعلموا انهم مخدوعون. وبالتالي فاننا نحتاج إلى انتفاضة وطنية توعوية، تمنحنا القوة في مواجهة مخاطر البؤر المسمومة، وان نسعى جاهدين لتوفير الحد الأدنى من الحصانة ضد هذه الابواق والمضخات. وينبغي ان نذكر ان الفائدة الوحيدة لهذه الصفحات المريبة أنها تكشف لنا مستوى الانهيار والتردي لأصحاب العقول المشفرة. .
وهنا لابد من توجيه السؤال التالي لهيئة الاعلام والإتصالات: هل تعرفون هؤلاء ؟. وهل هذه الموقع معرّفة لديكم، الجواب: كلا طبعا، لأن العراق هو البلد الوحيد الذي يفتقر لقانون النشر الإلكتروني. وربما أسهمت الدورة النيابية الرابعة إلى حد بعيد في استبعاد مسودة القانون من المناقشة. .