بقلم : أياد السماوي …
بالرغم من أنّ المعلومات المتسرّبة من لقاء زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ليست رسمية , إلا أنّ هنالك تسريبات تداولتها بعض وسائل الإعلام المحلية عمّا دار في هذا اللقاء .. فالمعلومات المتسرّبة تؤكد أنّ الكاظمي قد طلب من مقتدى الصدر ترشيحه رسميا لمنصب رئيس الوزراء مدّعيا أنّ كتلة السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني وإيران وبعض من أعضاء الإطار التنسيقي يؤيدون إعادة تجديد ولايته مرّة أخرى , والغريب أنّ الكاظمي لم يفصح عن حقيقة الجهات الدولية والإقليمية التي تسعى حقّا لإعادة توّليه رئاسة وزراء العراق , بل اشار كذبا وزورا لتاييد إيران له , علما أنّ إيران تتهمه بالمشاركة وتقديم المعلومات للجانب الأمريكي في حادثة مقتل الشهيدين الخالدين على طريق مطار بغداد الدولي , ناهيك عن قناعة إيران أنّ الكاظمي يمّثل المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي في العراق .. طبيعة اللقاء بين الأثنين يمكن وصفه بأنّه لقاء العريان من ( الكفاءة والنزاهة والإخلاص للوطن والتاريخ النضالي والجهادي والوعي والدراية بابسط علوم السياسة والاقتصاد ) والمتوّزر بزعامة ثاني أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب بعد كتلة الإطار التنسيقي .. وحين يلتقي العريان بالمتوّزر , ماذا يمكن للعريان مصطفى الكاظمي أن يقدّمه للمتوّزر مقتدى الصدر غير الوعود بتسليمه ما تبّقى من مفاتح الجيش والأمن والاقتصاد والدولة برّمتها ؟؟ وكأن الدولة العراقية ومؤسساتها هي ملك للعريان الكاظمي ليهبها لمن يشاء ؟؟؟ ومع كلّ ما قدّمه العريان الكاظمي من وعود لزعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر المتوّزر بتأريخ عائلته وجهادها ومنزلتها بالنسبة للطائفة الشيعية بالعالم كلّه وبجموع جماهير التيار الصدري من الفقراء والمعدمين المتطلعين للخلاص من الفقر والجوع والحياة الحرّة الكريمة , فإنّ الصدر لم يوعده بأي وعد بأنّه سيتبّناه حصرا , بل على العكس من ذلك فقد أخبره بصراحة أنّ الأمور لا زالت غامضة وأنّه قد يذهب إلى المعارضة ..
الشيء الوحيد الذي صدق به العريان مصطفى الكاظمي في لقاء الحنّانة يوم أمس هو أنّ كتلة السيادة السنيّة والحزب الديمقراطي الكردستاني يؤيدون التجديد له لولاية ثانية , وبطبيعة الحال أنّ هذا التأييد المخفي والمعلن , يصطدم برغبة الشعب العراقي المتطلّع للخلاص من الفساد والبؤس والحرمان , والخلاص من هذه الحكومة العميلة التي تريد ربط العراق بمشروع أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات , وتجريد العراق من اللحاق بطريق البناء والتقدّم الذي يمّثله الالتحاق بطريق الحرير , وعزل العراق عن محور المقاومة .. وليعلم كلّ من يؤيد عودة العريان مصطفى الكاظمي مجددا إلى رئاسة مجلس الوزراء , أنّهم بهذا التأييد يعلنون عدائهم لشعبنا العراقي المتطلّع للخلاص من الكاظمي وزمرته الفاسدة العميلة .. وبهذا الموقف اللا مشرّف يكونوا قد قطّعوا أواصر الأخوّة والشراكة في بناء البلد وانحازوا للأجندات الخارجية التي تريد ربط العراق بمشروع أمريكا وجر العراق للتطبيع مع إسرائيل .. وها نحن نقولها بكلّ صراحة أنّ أيّ مساع أو تاييد لإعادة التجديد للعميل الكاظمي هو عمل عدائي تقف ورائه أجندات معادية للعراق وشعبه , وفي ذات الوقت هو استمرار للفساد والنهب للمال العام , واستمرار للفقر والجوع والحرمان وانعدام الخدمات والأمن ..
أياد السماوي
في 15 / 2 / 2022