بقلم : حسن المياح …
لما صحت مقولة ” من فمك أدينك ” ، فإن مقولة 《 من سلوكك وأفعالك أقول لك من أنت 》هي الأكثر واقعية ، لأن الفعل والسلوك أقوى حجة ودليلآ وبرهانآ من القول والكلام ، وأن السلوك والفعل هما الترجمة الواقعية الصادقة لما في ذهن الإنسان من فكرة ونية وتخطيط …. ومقولة ” من فمك أدينك ” هي شهادة ذاتية ، ومقولة《 من سلوكك وأفعالك أقول لك من أنت 》هي شهادة موضوعية مادية ….. ودرجة وثوقية الشهادة القولية أنها إعتراف ، والإعتراف في الوضع الطبيعي الإعتيادي الذي لا ممارسة فيه للعنف والقهر والتعذيب وما يسببه ويؤديه وينتزعه …… فهو سيد الأدلة كما يقال …..وأما درجة وثوقية الشهادة الموضوعية المادية التي هي الأكثر إثباتآ للحقيقة والواقع ، أن لها أثرآ ماديآ يترك لما يفعل السلوك ، ويسلك الفعل ، عملآ واقعيآ يشهده الرائي الحاضر ، ويتلمسه الغائب البعيد من خلال التصوير التكنلوجي مما فيه من تقنيات ، وبذلك تكون درجة مصداقية الشهادة المادية عالية متفوقة على باقي أنواع الشهادات ……. ولا بد للمجرم من ترك أثر يدل على إرتكابه الجريمة …. وعلى هذا الأساس نتعامل مع السياسي تقييم وجود خير أو شر ، ونفع أو ضر …..
فالسياسي العراقي ( الكردي ، والعربي سنيآ وشيعيآ ، والتركماني والمسيحي ، وما الى ذلك من وجود مكونات ) الذي نريد أن نحكم عليه وجود حاكمية وتسلط ، أنه صلاح ، أو فساد ، وذلك من خلال السلوك والتعامل والتصرف والفعل الذي يقوم به …. وبهذا يكون قد شهد شاهد من أهلها ، إن فعله إذا كان حسنآ ، فهو الصالح …. ؛ وإن كان فعله سيئآ ، فهو الفاسد … وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويآ عزيزآ ….. وأن الدليل دامغ ، والبرهان ساطع ، والإثبات واضح …. وكل هذا بفضل السلوك والفعل والتصرف ……
فالكردي الذي يطالب بالإنفصال ويسرق النفط عن طريق بيعه تهريبآ بصورة غير شرعية ولا قانونية ولا دستورية ، ولا يدفعه كاملآ لخزينة الدولة بإعتباره إيرادآ إتحاديآ بما للعراق من جغرافية أرض غنية بمعدن النفط كنزآ وتخزينآ وإستخراجآ ….. ، وما الى ذلك من أفعال الأكراد وسلوكياتهم اللاقانونية التي يستأثرون منافع نتائجها المالية وغيرها ….. فإن ذلك المسؤول الكردي المتسلط هو صعلوك ناهب ، مغير ، قاتل ( وهذه هي صفات الصعلكة مفهومآ جاهليآ ) …. وما الى ذلك من سلوكيات وأفعال …. فهو مسؤول مجرم فاسد ، وإنه يتوسل أساليب شيطانية لتمرير جرائمه ، وتبرير سلوكياته الناهبة الرذيلة ……
والسياسي العربي السني والشيعي بما له من سلطان أحزاب وبلطجة ميليشيات وأذرع عسكرية مقاتلة ، فإنه يتسلط ظالمآ مجرمآ ناهبآ مستأثرآ بقدر وجوده المجرم القاتل الذي يستخدمه ويقويه سلطان حكم نافذ فارض ، فيختص ويستأثر محاصصة بما له من وجود عدد مقاعد برلمان ، وقوة بلطجة ونشاط حزب قتل وإعتقال وتهديد وتخويف ، لذلك تراه يغنم من خلال عضته المحاصصية وقضمه للفريسة ( الكيكة ) بضرس قاطع مفترس وناب ممزق متوحش ، كما الأسد في الغاب لما يتمكن من فريسته طعام وجبة ، والغربان والطيور الجارحة تلتم مجتمعة تنتظر حصتها من الفريسة …. ، لما يشبع ذلك الأسد الوحش المفترس وزوجاته اللبوات وأشباله اليافعين تطور دارويني نمو إسود بالغين ….. يأتي دور تلك الطيور المستجدية الواقفة المنتظرة الذين هم أذناب الإنتماء الحزبي وعلوج جاهلية التصنيم التي توثن المسؤول من أجل الفتات الفاضل من الفريسة المأكولة المنهوبة الباقية عظامآ للمصمصة ، وبعض تطاير لحم مضموم مدفون في جسد الفريسة ، الذي يتطلب دقة بحث وتمام صبر تفتيش للحصول على ما تبقى من هبرة عضة أسد ولبوة وشبل …… فالمسؤول السياسي العربي العراقي من خلال سلوكيته الحاكمة المجرمة المتسلطة الظالمة الواضحة ، لما يستأثر ذاته ويقدم ويفضل حزبه إفتراس نهب حقوق الشعب العراقي بلا حق ولا قانون ولا دستور ، ولا ذمة ولا ضمير ولا وجدان ، ولا خشية ولا خوف ولا حسبان ، فإنه / ولهو المسؤول المجرم الصعلوك الفاسد ، الشيطان الظالم القاتل الحارم ….. وهذا ما نألفه من كل مسؤول منهم من حكم طاغية ، وتسلط متفرعنآ ، وفعل نهبآ ، وسلك طريق الإجرام بحق الشعب العراقي المظلوم المستضعف الجائع المحروم المنهوبة خيراته ، والمسروقة ثرواته ، والمضيعة المشفوطة نهبآ وسرقات حقوقه ……
والمكونات الأقلية الأخرى القليلة العدد ، والضعيفة الحاكمية والتسلط ، فضررها قليل في الوقت الحاضر ، لأنها لم تملك اليد الطولى ، والإستعدادات الكافية التي تجعلها تصول وتجول ، كما هي المكونات المستفحلة الكبيرة ، وأن رزقها على المعثرات كالقطط الأليفة التي تعيش في البيوت مسالمة ( وإن كان عند بعضها ناب يقطع ويمزق ، ومخلب يشرمخ ويترك جرحآ لا يعلم مستقبله إلا الله سبحانه وتعالى ، وقيادة تلك الأقلية وما تنوي من تخطيط وبناء ) كما يقول المثل العراقي القديم ……
ولا تنسى أن الأسود يرجع نسب تركيب فصيلتها الى القطط ……
هذا هو حال السياسة والمسؤولين السياسيين العراقيين المتسلطين العملاء المفترسين ، وحال العراق والعراقيين المظلومين المستضعفين الضحية …..
حسن المياح – البصرة .