بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
كنا قبل بضعة أيام على مسافة زمنية قريبة جداً من اندلاع معركة أم المهالك التي كان من المتوقع ان يخوضها التحالف الدولي بدواعي الدفاع عن اوكرانيا، وتخوضها روسيا وبيلاروسيا ضد الناتو. .
فقد رفعت أوكرانيا حالة الاستعداد والتأهب، وأخذت كل الاحتمالات على محمل الجد، وبات الغزو الروسي وشيكاً على أراضيها، فأعلنت عن نشر نحو 8500 جندي على حدودها الشمالية مع بيلاروسيا، تحسبا لملاقات الدب الروسي الهائج، والمتعطش لخوض معركة محسومة مسبقاً لصالحه، معركة تكون فيها أوربا وحدها هي الضحية لتعود بعدها الى عصور التخلف والانهيار. باستثناء الولايات المتحدة التي اعتادت الخروج سالمة من كل الحروب التي افتعلتها، أو التي شاركت فيها خارج أرضها ومياهها. .
من ناحية أخرى يعتقد كلا الطرفين (الروسي والامريكي) أنه لا يمكن احتواء الآخر إلا من خلال استعراض القوة. فقد صرّح بوتين، في حديثه إلى مسؤولي السياسة الخارجية، فقال: (هل رأيتم كيف ظهرت تأثيرات تحذيراتنا، وكيف ظهر عليهم التوتر. نحن بحاجة إلى أن يبقى الوضع كذلك لأطول فترة ممكنة، حتى لا يفكروا في بدء صراع لا نحتاجه على حدودنا الغربية). .
فإذا افترضنا أن روسيا هاجمت أوكرانيا، فان حلف شمال الاطلسي لن يقف مكتوف الأيدي، وربما تشترك دول أخرى في الحرب، بينما ستبقى الصين متفرجة لكي تكون هي الفائز البعيد عن تداعيات هذه الكارثة. وبالتالي فان التصعيد بوجه عام لن يكون في صالح الجبهتين، وسوف يتوصل الطرفان الى إيجاد صيغة متفق عليها لمنع التصعيد، وتحاشي خطر نشوب أم المهالك أو أم الكوارث، وذلك عن طريق إنشاء آليات لفضّ النزاعات بين روسيا والناتو. حيث لا توجد الآن صيغة متفق عليها لمنع الكارثة المتوقعة. .
ولا ندري كيف يمكن ان يكونوا صادقين في حروبهم المزعومة على الارهاب، فيما حروبهم بحد ذاتها هي الارهاب بعينه ؟. . .