بقلم : حسن المياح …
لو أردنا أن نصف حال العراقيين بعد عام ٢٠٠٣ م ، وما أفرزه الحراك السياسي المكيافيلي القائم على منفعة الذات ، وتحقيق الغاية فيه بأي وسيلة كانت تتبع ، والمرتكز على الذكاء الحركي المتشيطن خوض تنافس وصراع سياسي من أجل جر النار للقرص لكي ينضج وجود طعام ومنفعة تدفع من جوع وحاجة ….. نقول : —
أن الشعب العراقي المستضعف يعيش حياة إجتماع بين سياستين ونهجين وطريقين . فهو أما أن يكون تحت يافطة وفي ظلال شعار مقولة توماس هوبس《 مساواة بلا حرية 》والتي تعني العدل في التوزيع الإجتماعي للثروات ، كما هو قطيع الحيوان لما يعلف في الزريبة ، حيث يقدم له العلف الطعام ، ولا حرية له في الإختيار والتصرف ، ولا في التفكير والتفكر والوعي …..وإنها لسياسة بريطانية هوبسية يؤمن بها البعض ، ويرفضها البعض الآخر …. ولكنها منحى وإتجاه سياسي في القيادة والتوزيع …..
وأما أن الشعب العراقي المستضعف يعيش حالة إجتماع صبر محروم تحت يافطة وشعار الفيلسوف السياسي الإنكليزي جون لوك《 حرية بلا مساواة 》. وهذه هي ديمقراطية المحتل الأميركي والبريطاني ودول الغرب المادي الرأسمالي طبقآ ، لما وضع هذه المقولة الفكرية ، والمنهج السياسي الحاكم ، والعقيدة التشريعية في التوزيع للثروات والمواقف والوجودات والتحركات التنافسية السياسية في خوض الصراع السياسي ، وكأن الإنسان — مطلق الإنسان — هو الحيوان الذي يقاتل ويفترس ، من أجل أن يعيش ويبقى ……
وتلك هي الآيدلوجيات الفكرية الحيوانية التي يفرزها الذهن البشري الناقص القاصر المادي المحدود — المقيد إنفتاح أفق على تشريع ما هو وحي إلهي — الذي لا علاقة إرتباط له بعقيدة التوحيد الرسالية الإلهية ، وتشريع السماء لما يضع للإنسان النظام السياسي الإجتماعي الأصلح الحاكم على أساس عقيدة لا إله إلا الله ، والذي يتعامل مع الإنسان بما هو إنسان في أحسن تقويم ….. وليس هو التعامل ( الشرقي والغربي ) الحيواني مع الإنسان في حضيرة أسفل السافلين ……
المقولة الأولى الهوبسية هي مقولة يوتوبيا إشتراكية شيوعية خيالية حالمة طائرة التي تستبطن دكتاتورية السلطة الحاكمة الظالمة المجرمة الناقمة ، كما هو الآتحاد السوفيتي وزعيمه ستالين وقيادته الدكتاتورية وتصفياته لرفاقه الشيوعيين الذي لم يدم طغيانه وإجرامه ، لا تحقق لعدم إكتمال عناصرها ، ولا تتحقق عناصر التكامل ، ما دام هوبس بعقليته المادية المحدودة المنقطعة إرتباطآ بالسماء إعتقادآ وإيمانآ وإعترافآ ، واليد الواحدة الشلاء لا تصفق ، إلا إذا توافقت مع محركها الأساس الذي يزودها بالقدرة والطاقة والإستعداد والمد والإمتداد أن تتصافح مع اليد الأخرى التي تسامرها وتعاونها وتعاضدها ……. ولذلك الماركسية قد فشلت لما إنتهجت هذا الأسلوب الآيدلوجي كنظام سياسي إجتماعي يقود الحياة والإنسان …. والفكر الواعي المنفتح يتحسب للمطبات حتى لا يصطدم بالمعوقات لما يسير قدمآ على جادة الطريق قيادة وسلوك تعامل ومنهج تصرف …..
والمقولة الثانية اللوكية هي مقولة فرض نظام رأسمالي ديمقراطي ربوي بما ينطوي عليه هذا النظام اليهودي المرابي من مآس ومظالم وإجرام لما يتنفس الحركة والتعامل في جو حريات مطلقة منفلتة لا أساس إرتكاز لها تعتمد عليه ، إلا الإباحة العامة المطلقة الميسرة المفتوحة بلا حساب ولا عقاب ولا خشية من منع أو قهر أو إيقاف ، ما دام التنافس يصول ويجول تحت سقف الحريات المطلقة التي لا تقييد لها أو عليها ، كالحيوان الذي ينزو سفاحآ في أي زمان ومكان وحالة وكيف … ، والإنطلاق المسعور المتوحش المفترس لقنص الفريسة وأكلها ……
ي …. والله هذا هو النظام المادي الديمقراطي الرأسمالي القائم على أساس الربا وإطلاق الحريات الكامل التام ، وهو النظام الذي جاء به المحتل الأميركي والبريطاني وفرضه بلطجة إجبار طغيان ، وقسر إحتلال فرعنة ، وعنوة تسلط غزو مجرم لئيم ماكر مخنث جبان …… وكل ما أصاب العراق من تخلف وركود ونكوص وتراجع وإهدار للثروات وتضييع للخيرات …. ، وما أصاب الشعب العراقي من ظلم وجور ، وفقر وجوع ، وحرمان وسلب كرامات ، وتقييد حريات وتكميم أفواه ، وعوضها المحتل إستبدالآ عمالة له ظالمآ مجرمآ بتكبيل وإنصياع الى عبوديات وتصنيمات وتوثينات شخصيات مجرمة عميلة على أنهم قادة ، وأنهم سادة ، وأنهم الوطنيون النزيهون الذين يستحقون أن يتسلطوا ويحكمون …… والشعب العراقي المستضعف المظلوم المحروم هو وكل العالم مطلع على مآسي هذا الإحتلال ونظامه السياسي الإجتماعي الظالم الناهب السالب الناقم ، وما آلت اليه حياة العراقيين من نزول وهبوط ، وخسران وفقدان أبسط ما يحتاج اليه الإنسان من ضرورات على الوجه الطبيعي والإعتيادي للعيش الإنساني الكريم …..
فلا تغش يا شعب العراق وتخدع بكل ما يماطل به السياسيون العملاء المستعبدون من إنتماء الى أحزاب ، أو تيارات ، أو تجمعات ، أو حركات ، أو تكتلات ، أو إءتلافات ، أو ما شاكل هذا وذاك وذلك ….. ومن رفع يافطات تغيير ، وجأر وجهر وإعلان شعارات ، ورفرفة رايات وأعلام ، وما تزعق به من صرخات وحمحمات وهمهمات ونفوثات مسمومات أبلقات وتهويمات وتعويذات وتوهيمات وزركشات إصلاح ….. فإن هذه التشكيلات الحزبية ما هي إلا تقمصات وجود إجتماع غادرة مقادة ، كاذبة منحازة عمالة للذات والمحتل ، وأن همها هو علفها التي تقاتل من أجله وتعلم أنها تستعبد وترتهن …… فلا تكن عبدآ — كما هم العبيد — وقد خلق الله سبحانه وتعالى حرآ في أحسن تقويم ، وزودك بأرقى عقل وعي وتفكير ……
حسن المياح – البصرة .