بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
قال زيلينسكي في العام الماضي: ان أفعال اسرائيل في غزة تحمل سمات الدفاع عن النفس. .
ويقول اليوم: ان أفعال روسيا في أوكرانيا تحمل سمات الإبادة الجماعية. .
نشعر دائما اننا نعيش في عالم مليء بتناقضات مثيرة للسخرية، ومشاهد تتناقلها الفضائيات بروايات مختلفة وتحليلات متباينة تفرضها المصالح والتوجهات والاهتمامات. .
لننظر مرة أخرى الى المواجهات الحربية المتفجرة شرق أوروبا، فما يراه الناتو غزوا روسياً يهددهم من الشرق، تراه روسيا دفاعا عن نفسها في التصدي لزحف القواعد الحربية التي باتت قريبة من حدودها، وترى ان تلك القواعد تهدف لتضييق الخناق عليها. .
وعندما تتحرك القوات الروسية لاسقاط حكومة زيلينسكي في كييف فان تحركاتها الحربية تعد انتهاكاً للديمقراطية، وتندرج ضمن مسميات (الاحتلال)، أما إذا تحركت امريكا لتبسط نفوذها العسكري على كامل الأرض الأفغانية وكامل الأرض العراقية فان تحركاتها تندرج ضمن مسميات الانقاذ والتحرر والانفراج ومكافحة الإرهاب. .
اما الرأي العام العربي فقد انقسم هو الآخر بين من يقف مع القصف الجوي الروسي للمدن السورية، وبين من يقف مع القصف الجوي الأمريكي للمدن السورية، ولا أحد يبكي على تلك المدن التي طحنتها القاصفات. وانقسم الرأي العام العربي أيضا بين من يقف مع قصف الطيران السعودي للمدن اليمنية، وبين من يقف مع قصف المسيرات اليمنية للمدن السعودية. .
اللاجئون السوريون والعراقيون لا حاضنات اوربية تستقبلهم، وتتسابق البلدان الغربية في التصدي لهم، واغراقهم في عرض البحر لأنهم من المتسللين في نظرها، بينما يحظى اللاجئون الاوكرانيون الآن برعاية تفوق الوصف من حيث التسهيلات السخية، وحسن الاستقبال والضيافة والكرم الباذخ لأنهم من المضطهدين في نظرها. .
ربما تقولون ان التناقضات تكمن في التضاد بين الخير والشر، لكنها في حقيقة الأمر تظهر جلية واضحة بين الحقائق واﻷكاذيب. .