بقلم : أياد السماوي …
اسبوع واحد فقط يفصلنا عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة في 26/3/2022 ولا زال الانسداد السياسي قائما والمواقف على حالها لم تتقدّم خطوة واحدة باتجاه الحل وانهاء معاناة هذا الشعب .. زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر لا زال يراهن على تفكيك الإطار التنسيقي للمضي بمشروع حكومة اللا شرقية واللا غربية , فتراه تارة يتحدّث مع هذا الطرف أو ذاك من أطراف الإطار التنسيقي ليعرض عليه عددا من الوزارات وبعض المناصب في الدولة مقابل الخروج من تحالف الإطار والالتحاق بتحالفه الثلاثي , بل أنّ السيد مقتدى الصدر وكما ينقل بعض المطّلعين بدأ بعرض وزارات المكوّن الشيعي على مجاميع المستقلين كثمن لشراء ذممهم من أجل ضمان حضور ثلثي أعضاء المجلس لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية .. أمّا بالنسبة للحزب الديمقراطي الكردستناي الحليف في التحالف الثلاثي , فيبدو أنّه قد رمى بكلّ ثقله بخانة الكتلة الصدرية لتحقق له نصاب الثلثين والمضي بانتخاب مرّشحه لرئاسة الجمهورية ( ريبر أحمد ) , بينما يرى تحالف السيادة السنّي أنّ الصراع على منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لم يعد يعنيه بعد أن وصل الحلبوسي لرئاسة مجلس النواب .. وأينما تقع فتح ..
فإذا كان زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر يعتقد أنّ الغاية تبرّر الوسيلة والوصول إلى رئاسة الوزراء هو الهدف الذي سيمّكنه من تحقيق لقب ( السيد القائد ) , نقول له سيدنا المبّجل .. اعمل ما تراه يحقق لك هذا الهدف واشتر ذمم ما تشاء من النواب المستعدّين لبيع ذممهم .. ولكن إذا فشلت هذه المرّة وفشل معك التحالف الثلاثي في تحقيق النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية , فما عليك إلا أن تتحلى بالشجاعة وتكون بمستوى العهد الذي تعهدت به أمام الشعب وأقسمت عليه بدماء محمد الصدر أمام قاآني , وتعلن انسحابك من مشروع حكومة اللا شرقية واللا غربية .. واسمح لي يا جناب السيد الموّقر وأرجو أن يتّسع صدرك لمخاليفك في الرأي وأقول لك .. جناب السيد مقتدى الصدر , لن تذهب للمعارضة ولن تترك مغانم السلطة , كم من مرّة تعهدّت وألزمت نفسك أمام الشعب بالتزامات لم تلتزم بواحدة منها قط ؟؟ فإذا كانت السلطة هي غايتك , فليس أمامك سوى حلّ واحد لا غيره للخروج من هذا المأزق الذي وضعتنا فيه .. هو الذهاب لتشكيل الكتلة الشيعية الأكبر وترشيح رئيس الوزراء من خلالها باعتبارها صاحبة الحق الحصري في ترشيح رئيس الوزراء .. فمصالح الناس قد تضرّرت كثيرا بسبب عدم تشكيل الحكومة , واستمرار الحكومة الحالية بتجاوزاتها على الدستور والقانون قد فاق الحدود , وكلّ يوم يمرّ على العراق وشعبه في ظل هذه الحكومة الفاسدة , تتحمّل أنت لوحدك وزرها ووزر من يسرق وينهب فيها , وتتحمّل مسؤوليتها أمام الله والشعب والتاريخ .. واعلم يا جناب السيد المحترم أنّ الأمر ليس كما تعتقد أو كما يصوّر لك , فمجلس النواب الذي دخلت له الكتلة الصدرية بالأكفان , ستسحب منه الشرعية في حالة عدم التزامه التام بتنفيذ واجباته الدستورية المنصوص عليها في المادة (61/ثالثا) وانتخاب رئيس للجمهورية , باعتبار أنّ الالتزام بأحكام الدستور هو الذي يعطي الشرعية لمؤسسات الدولة الاتحادية والإقليمية , وبخلاف ذلك تفقد تلك المؤسسات شرعيتها .. لا زلنا ندعوك يا جناب السيد مقتدى الصدر مخلصين للذهاب لتشكيل الكتلة الشيعية الأكبر وعدم التفريط بحق المكوّن الشيعي في ترشيح رئيس الوزراء .. أقول قولي هذا وأسأل الله العلي القدير أن يغفر لنا جميعا ويتجاوز عنّا .. إنّه سميع مجيب ..
أياد السماوي
في 19 / 03 / 2022