بقلم : حسن المياح …
من باب الشيء بالشيء يذكر ، ومن خلال حالة توارد الخواطر ، وربما التلبثي ( العلم عن بعد ) ، أقول كل هذه الحالات الفكرية والنفسية يتعرض لها الإنسان لما يصفى ذهنه ، ويهدأ باله ، وهو يفكر ويحلل ويستنتج …… والذي جذب ذهني تفكيرآ ، وبفضل هذه الحالات التي نوهت عنها ، وذكرتها ، توصلت تفكيرآ عقليآ على أساس معطيات واقع ، وإنصرف ذهني ، ومن خلال الوقائع والأحداث والمعطيات المستقرئة وقوعآ حقيقيآ كمصادثق واقعية ، توصلت الى أن هناك إرتباط جذور ، وإنسلال ولادات من أحشاء سابقة قديمة ، وأن هناك علاقة إنسلال وولادة لتصرف من تصرف آخر يماثله غاية ووسيلة ….. ومن خلال هذا الإستنتاج تبين لي أن الثلث المعطل الضامن هو الوليد المنسل الهابط من رحم مكر ولئم وخبث عمرو بن العاص ، الذي هو واحد من دهاة العرب الستة المكرة الغدرة ، وهو الذي لا يعير أهمية لما يكشف عورته من أجل تحقيق نجاته من سيف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام …… وكذلك توصلت إستدلالآ إستقرائيآ قائمآ على أساس توالد مصاديق متماثلة ، وإجتماعات حالات طرف علم إجمالي متشابهة تصب في إطار مضمون واحد ، أن عمرو بن العاص هو المؤسس الحقيقي ، والمبتكر الأصل ( ومعاوية بن أبي سفيان ) للمذهب المكيافيلي ، الذي يسوغ أية وسيلة — ومهما كانت تلك الوسيلة — من أجل تحقيق الغاية التي يريد ، وينشدها ، ويرغبها ….. وما مكيافيلي وقد تبين أنه لص سارق نهب إكتشاف عمرو بن العاص ، ونسبه اليه ، معلنآ 《 أن الغاية تبرر الواسطة 》. وهذا هو ملخص مذهب مكيافيلي المزعوم والمدعى ……
وللإيجاز والإختصار المكثف المعصور المضغوط ، أقول لك أيها القاريء ، لو سألتني ، ما علاقة الثلث المعطل الضامن بعمرو بن العاص …. فإني أجيبك :–
أن عمرو بن العاص كان هو الثلث المعطل الموقف الذي منع إستمرار الحرب ، وقطع مواصلة العراك والقتال بين جيش الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وبين جيش معاوية بن أبي سفيان ، لما إقتضت مصلحته أن لا يفوز علي بن أبي طالب وجيشه المؤمن الرسالي على معاوية وجيشه الخاوي من الوعي ، والفارغ من الإيمان ، وأنه طوع إرادة معاوية ، ولذلك قيل عن الواحد من أصحاب معاوية ، أنه المقاتل الذي يعتمد عليه معاوية ويستخدمه في الحروب والأغراض الأخرى ، ( لا يميز بين الناقة التي هي أنثى البعير ، والجمل ” البعير ” الذكر ) … فهو المعطل للحرب ، وهو الذي وضع أوزارها ونهاها لصالح معاوية مقابل نفع ذاته في حكم مصر …..
وهو الثلث الضامن لأنه بمكيدة رفع المصاحف التي غش بها أفرادآ كثيرة من جيش علي ( الذين هم أطلق عليهم بعد ذلك الخوارج ، وأنهم تابوا من الخطآ والخداع الذين وقعوا وإبتليوا بهما ، يوم رفعت المصاحف ) …… وكان كل هذا بدهاء وتخطيط عمرو بن العاص الماكر الخبيث اللئيم الغاش الغادر ، وأنه ضمن حياة معاوية ، وأنه هيأ له الطريق تعبيدآ ماكرآ خادعآ ” مكيافيليآ ” لأن يكون خليفة للمسلمين ….. وهذا ما كان واقعة تاريخية ، وحقيقة وجود حاكم منحرف ، أن يكون معاوية خليفة ( بدلآ من الخليفة الشرعي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ) ، الذي يقود المسلمين ويتولى أمورهم …… وأن عمرو بن العاص قد ضمن الغاية التي كان يخطط اليها ، وهي ملك مصر ، هدية لما قدمه من مكيدة ضمان لمعاوية …. وقد إستخدم عمرو بن العاص وسيلة مجرمة خبيثة غادرة منحرفة بزركشة إطار حق وحقيقة ” وهي رفع المصحف والتحاكم اليه ” بعد ما مهد كذلك الى كيفية غدر التحاكم بوسيلة خبيثة كاذبة خادعة مجرمة غاشة مستخفة مزيفة ، وذلك بالنصب على أبي موسى الأشعري ، وغشه وخداعه ، وبتقديمه على نفسه في آعلان خلع الخليفة بعدما توافقوا فيما بينهما على ذلك ، وحلفوا الأيمان المغلظة ( وفقآ لمكيدة الخلع من الخلافة من طرف واحد غشآ وغدرآ ) على خلع علي من الخلافة ، وتثبيت صاحبه معاوية أن يكون هو الخليفة ….. وأصبح خليفة شرعيآ ( تنزلآ وليس حقآ وإستحقاقآ وشرعة ) بالمكر والخديعة ، والكذب والتزوير ، والتدليس والتلبيس ……
وعمرو بن العاص كذلك قد خلص معاوية من عسر ” ليلة الهرير ” التي كانت ظلماء ، رهيبة ، عاصرة ، مرجفة ، شديدة البرد ، وإحتماء وغليان وطيس القتال والمعارك بين علي عليه السلام وجيشه ، وبين معاوية وجيشه ، التي فيها فصلت الرؤوس عن الأجساد قتلآ وإحترابآ وطعنآ ….. ومثل هذا قد حدث الليلة البارحة ليلة السبت ٢٠٢٢/٣/٢٦م ، الذي فيه يكون إنعقاد الجلسة نهارآ ، حيث لم ينم قادة الإطار التنسيقي لما هم في إنشغالتفكير حاشد ضاغط ، تحسبآ معقدآ وعسيرآ ، وتفكيرآ سالبآ للراحة والإستقرار ، لما ستؤول اليه الجلسة من تحقيق نصاب الثلثين ( ٢٢٠ ) عضو برلمان يحضرون في قاعة البرلمان للتصويت على إنتخاب رئيس الجمهورية ، أم لم يتم هذا النصاب بهذا العدد المذكور ، وتفشل الجلسة …..
ويكون الثلث المعطل الذي عطل عجلة حياة الشعب العراقي من الدوران ، هو الناجح الفائز في حرمان الشعب العراقي من ممارسة حياة عيشهم اليومي بتلقي الخدمات ، وإقرار الموازنة ، وتمشية الأمور والأحوال في كل مجالات الحياة ، وأنه أثبت أنه لا يفكر في ضمان مصالح الشعب العراقي ؛ وإنما هو يفكر فقط ، وحسب ، بمنافع قيادات ومصالح ذوات الإطار التنسيقي الحاكمين المخضرمين ليس إلا ……؟؟؟
حسن المياح – البصرة .