بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
يقول المصريون: (الدم ما بيصير ميّ)، وهو من الأمثال الموروثة من زمن الفراعنة، فهل أصبح سفك دماء الناس بتلك البساطة التي توازي شرب الماء ؟. وهل اصبحت دماء الشعوب لا قيمة لها في السياسة البريطانية ؟. .
فقد تزامنت زيارة رئيس الوزراء البريطاني (بوريس جونسون) إلى الخليج مع تنفيذ أحكام الإعدام بعشرات المواطنين. ولدى سؤاله عما إذا كان قد أثارت عمليات الإعدام الجماعية الأخيرة، قال جونسون : (نحن نفضل عدم إثارة قضايا حقوق الإنسان)، وأشار بوضوح إلى أنه مقابل النفط، ستتسامح حكومته حتى مع أخطر انتهاكات حقوق الإنسان. .
اللافت للنظر ان تنفيذ تلك الإعدامات جاء بُعيد زيارة زعيم قوة غربية إلى المنطقة، فهل من المقبول والمعقول ان تستشهد بريطانيا بتداعيات الحرب الروسية الاوكرانية من أجل تبرير مقايضة الدم بالنفط في مكان آخر ؟. .
لقد قدمت بريطانيا دليلا قاطعا على تبنيها المعايير المزدوجة من أجل ضمان تحقيق مآربها الخاصة، فعلى الرغم من تصريحات جونسون المتشددة دفاعا عن ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا، فقد تعرض لانتقادات حادة قبل سفره إلى المنطقة من قبل زعيم حزب العمال، الذي قال: (إن الانتقال من ديكتاتور إلى ديكتاتور ليس استراتيجية طاقة)، كما دعا النائب عن حزب المحافظين، (الذي يرأس لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان)، دعا الحكومة البريطانية إلى ضمان أنه (في سعينا لتقليل اعتمادنا على أحد مصادر النفط والغاز، لا ينتهي بنا الأمر بخلق اعتماد مصدر على مصدر آخر غير موثوق به ونظام معاد في بعض الأحيان). .
الباعث على الدهشة ان تصريحات جونسون جاءت مطابقة تماما مع ما ورد بكتاب (الدم والنفط Blood and oil) من تأليف كل من برادلي هوب، وجاستين تشيك. .
وهكذا أصبحت دماء الناس هي القيمة الحقيقية لأسعار النفط والغاز في منظور القوى الدولية المصابة بشيزوفرينيا المعايير المزدوجة. .