بقلم : علي عاتب …
قطعا لم يغيب عن الأذهان صوت معلم القراءة للصف الأول الابتدائي ، عندما يصرخ بصوت جهوري (من دق بابنا..) ، ليجيبه التلاميذ (قدوري دق بابنا..)، في زمن لم تلوثه الأجهزة الالكترونية وتسرق براءة الأطفال آنذاك ، يمرحون بمخيلة غضه لدرجة كل من يطرق باب الدار (يتخيلونه قدوري) ..
وفي زمننا هذا خوفنا أن يتحول (قدوري) لبائع متجول يطرق أبوابنا عارضا بضاعة الذل والهوان بعلب أنيقة ومواد مسرطنة بالتطبيع ، محلاة بوعود معسولة ، ممزوجة ببروتينات الخسة والنذالة ، مستغلا حاجة الفقراء لملء بطونهم الخاوية ، من الذين يلوكون الفاقة والعوز بظل حكومات جائرة تقدم المواطن على طبق من ذهب لاجندة خبيثة .
ولا غرو أن تدخل تلك البضائع الملوثة عبر الأثير من نوافذ الشبابيك ، لتطرح بأساليب جذابة لتخترق العقول وتلاقي القبول ، وسط فراغ ملحوظ تركته الجهات المعنية (عقائديا وثقافيا) ، وقد يتحول (قدوري) الى فائض عن الحاجة ، ويسلم مكافئة نهاية الخدمة من (الموساد) ، وقد يختصرون كل هذا بقتلة وإتهام جهات بعينها ، للاستثمار بمشروع (فرق تسد)..
ياسادتي .. الموساد يصول ويجول في أزقة ودرابين الوطن ، ولم يتبق له إلا أن يطرق بابنا ويتقمص دور (قدوري) ليقلب كل الموازين ، يوم لا ينفع تعب سنين ، مسلح بغطاء محلي ومن ورائهم الحكومة الماسونية العالمية ، ضمن مخطط يجري العمل به منذ زمن بعيد .
وما كانت (قمة النقب) التي جرت موخرا برعاية أمريكية ، إلا حلقة من سلسلة طويلة في مشروع (أبراهام) لإذلال الشعوب الحرة ثم جرها لمستنقع التطبيع ، ويمسي كل شيء للبيع .
علي عاتب