بقلم : سمير داود حنوش…
مع إقتراب الساعات في اليوم جديد وبارقة أمل تُنعش واقعنا الصحفي المزري من خلال موعد إنتخابي لإدارة جديدة ودماء ثائرة وعناوين تتصدر إدارة نقابة الصحفيين بإنتخابات يُفترض نزاهتها والإبتعاد عن محاولات التدليس والتزوير وأن لاتكون صوراً مشابهة لما يحدث في الإنتخابات البرلمانية لمسرحيات مفضوحة توثّق فعل ديمقراطي مزعزم وصورة مشوهة لفعل إنتخابي لِصُنّاع الرأي ودعاة الديمقراطية الحقيقية تكون محصلتها إنتاج نفس الوجوه والمسميات التي إعتادت عليها الأسرة الصحفية.
أيُها الناخب الصحفي…وأنت تختار من يمثلك نقابياً، عليك أن ترشح كل من تعتقده الأصلح وأن يكون إختيارك نزيهاً ومهنياً بعيداً عن المجاملات والمنافع وأن تضع مصلحة الجميع، وقبلها أن ترسم أمامك صورة ذلك الواقع البائس الذي يعيشه إخوة لك في المهنة لايجدون من يُعينهم أو يساندهم أو يصدّ عنهم ظلم السلطة وإستبدادها.
وفي ظل هذا الوضع السياسي المأزوم الذي إستدرج الإعلام وتشابك معه وأصبح واقعاً لايقل بؤساً وقرفاً عن الواقع السياسي يُحتم على صانع الرأي أن يصنع بارقة أمل لهذه الشريحة البائسة من إخوانه الصحفيين الذين أنهكهم تجبّر السلطة وقسوة الحياة وقلّة فرص العمل وتدنّيها خصوصاً بعد المحاولات المتعمدة والمقصودة من هذه السلطة لإغلاق المؤسسات والصحف الورقية وقطع أرزاق العاملين فيها بحجة عدم وجود التمويل والدعمّ، ولانعتقد أننا نتحدث عن معجزات عندما نطالب بإختيار هيئة نقابية تؤمن بالعمل الصحفي وممن عملت وشاركت في مؤسساته وأن يكون شرط التفرغ لهذا العمل النقابي أساساً لإنتخاب من هو الأكفأ والأصلح للعضوية وإدارتها.
التفرغ..ثم التفرغ يجب أن يكون شرطاً مهماً لإنتخاب أي مسمى أو عنوان لإدارة النقابة الجديدة لأن إنتخاب من يجمع بين الوظيفة الحكومية والعمل النقابي هو رصاصة الرحمة التي يطلقها لمن لايُريد نجاح عمل هذه النقابة وبالمحصلة إعطاء الحصانة للموظف في إكتسابه مزيداً من المزايا والمنافع التي ترتقي به في عمله الوظيفي وليس لخدمة إخوانه الصحفيين في النقابة.
هي أخطاء لانتمنى بل لانرجو تكرارها في ضرورة التفرغ والتواجد في مقر النقابة بدوام كامل وليس من إعتاد الدوام كأنها زيارات تفقدية للنقابة خصوصاً أن المركز هو المأوى والبيت الذي يلجأ إليه الكثير من أبناء السلطة الرابعة من المحافظات لإكمال معاملاتهم، وإن أي تأخير قد ينعكس سلباً على ذلك الوضع الأقتصادي البائس للصحفي.
ياصُنّاع الرأي..أيُها الصحفيون وأنتم تُدلون بأصواتكم نقول لكم هل من الصعب أن ننتخب الأفضل والأحسن ومن يمثلنا؟ هل هو المستحيل أن نجد الأكفأ من ممثلي الأسرة الصحفية في أن يكون عنواناً لنقابة إرتبط إسمها بالجواهري؟ وهل عجزت كل هذه المسيرة الصحفية أن تأتي برجال يقودون العمل النقابي إلى برّ الأمان بعيداً عن التجارة والسمسرة؟ ربما يكون يوم الإنتخابات هو من يُجيب عن هذه الأسئلة وقد تكون نقطة تحوّل تنتظر من يقود دفتها.