بقلم : سمير عبيد …
أولا : إيران والاصرار على البقاء !
أ:-تحاول طهران ان تلملم ادواتها القديمة في العراق وتحديدا في الحيز الشيعي، والحيز السني، والحيز الكردي وتجعلهم في جبهة واحدة من جديد . لكي تعود ايران قوية في العراق . ومن ثم تفرض نفسها لاعباً مهماً في العراق. ومثلما فعلت مع الاميركيين طيلة ١٨ سنة وعلى حساب العراق والعراقيين وفرضت نفسها شريكا على الاميركيين . اي ان ايران ركبت خيار العناد بعدم ترك العراق. ومنع العراق ان يُقاد من أهله الوطنيين والاصليين و غير التابعين لأحد !
ب:-بحيث حتى حرصت طهران على استبدال السفير الايراني في بغداد بآخر من عرابي فيلق القدس الايراني، ومن المشرفين على المعارضين العراقيين قبل سقوط نظام صدام حسين، ويتكلم العربية، ومن اسرة ايرانية سفرّها نظام صدام حسين من العراق الى ايران أبان الثمانينات( مع العلم أننا ضد التسفير القسري سابقاً ولاحقاً) ،ويتعامل هذا السفير مع العراقيين بفوقية عالية .وبهذا تحاول ايران تصدير ( سليماني ) جديد في العراق متمثل بهذا السفير الجديد/ وهذا لعب بالنار لأن الظروف التي كانت بزمن سليماني تغيرت الآن !
ج:-وكل هذا لن ينفع تركيا ولن ينفع الادوات الخليجية والعربية فجميع حساباتهم سوف تفشل لان العراق بات حصان اسود والكل يتصارع عليه … ….وكذلك لن ينفع ايران اي استراتيجية جديدة ، ولن ينفع حلفاء ايران في العراق. خصوصاً وانهم لم يسمعوا النصيحة، ولم يقبلوا النقد. وقلناها لهم مرارا ً ان العراق باتَ قطب الرحى في هندسة المنطقة من جديد ،وتماشيا مع هندسة خارطة العالم الجديد. وبالتالي لن يُعطى العراق لإيران أطلاقا ……ولا يتفلسف علينا البعض ان العراق ذاهب نحو التطبيع مع إسرائيل.فهذه الاسطوانة باتت مشروخة للغاية و غايتها بقاء العراق حمارا تركبه ايران، وتُسيره ايران ،وتنطبق عليه الاية (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}!وهذا لن يقبله العراقيين الشرفاء ،وكذلك ان يقبله المجتمع الدولي !
ثانيا :بريطانيا لاعب قوي !
أ:-قلتها قبل سنوات ان بريطانيا قادمة لا محال نحو تركتها القديمة وعاصمتها العراق .ولم يصدقني أحد.وبقيت اصر وأصر على ذلك ولازلت مصرا .وليس مبشرا بالبريطانيين فهم ايضا دولة استعمارية وغازية … #ولكن:-
١- لأنه لا يوجد حل عراقي ينقذ العراق من هيمنة وسلطة الاقطاع السياسي والديني في العراق الا بوجود قوة خارجية. والقوة الخارجية هي بريطانيا !
٢- لأن بريطانيا تعرف كل صغيرة وكبيرة عن الشعب العراقي وتركيبته الاجتماعية والفكرية والدينية والتاريخية والحضارية .ولأنها لا تتعامل مع الفاسدين والفساد لأن فيها نظام صارم ضد الفساد والفاسدين . وعلى عكس الولايات المتحدة والتي تعتمد على اللصوص والفاسدين والمجرمين وارباب السوابق .ناهيك ان امريكا تجهل الكثير الكثير عن العراق والعراقيين. ولهذا فشلت في العراق وكرهها العراقيين !
٣-لأنه ومن منظور تاريخي فإيران لا تخاف الا من بريطانيا .فهي لا تكترث للولايات المتحدة.و فقط تكترث لبريطانيا وتخاف منها. وبالتالي هي تحاول فرض نفسها شريك للبريطانيين في العراق .ولكن هذا لن يحصل. وان حصل فهو وقتي وقصير الأمد وعلى الاغلب لن يحصل !
٤- بريطانيا تحترم العراق والعراقيين وعلى عكس الاميركان والولايات المتحدة التي اصبحت مكروهة بسبب التدمير الممنهج من احزاب وقوى الاسلام السياسي وشركائهم والتي كانت تشرف ولازالت عليهم امريكا منذ ١٩ سنة. فدمروا العراق والمجتمع وجميع القيم في الحضارات، ونهبوا الدولة وثرواتها وتراثها واصولها !
٥-وبريطانيا تحتقر اسرائيل تاريخيا. وهي التي ابعدت اليهود من قلب لندن وبريطانيا الى فلسطين من خلال وعد بلفور ليتخلصوا منهم .ولن تعطيهم العراق اطلاقا ( بل ان من دلل اسرائيل منذ ١٨ سنة هي واشنطن والاحزاب التي حكمت العراق وبعلم ايران .بحيث اعطوا ايران الشراكة باحتلال العراق لكي لا تمنع دلال اسرائيل في العراق والذي وصل الى الى ٩٠٪ ودون ان تطلق اسرائيل رصاصة واحدة )
٦-فلا تصدقوا سيمفونية ان هناك خطر على العراق وهو التطبيع.. ( هذا فيلم جديد لتخدير الشعب والنصب عليه ) فالتطبيع لن يحصل بجانب غيبي والجانب الغيبي هو الذي هندس قدوم بريطانيا لتنجي العراق من مخططات خطيرة.. ( وبريطانيا ليس ملاكاً) ولكن مثلما هندس الجانب الغيبي بقدوم بوش الابن وواشنطن ليزيل صدام ومن ثم يكشف لنا جميع المتاجرين بالدين والوطن ،ومن ثم يكشف لنا المتاجرين بأهل البيت والتشيع كدول وقوى داخلية ،ويفرز الخيرين والوطنيين والشرفاء !
وقفة مهمة :
انتهت الانتخابات منذ أشهر وهم يتصارعون على الحصص في ( الكعكة ) ولم يهمهم وطن، ولا شعب ولا مستقبل اجيال ولا خدمات ولا زراعة ولا صناعة ولا تعليم ولا صحة ولا كهرباء ولا ماء …الخ .. فهؤلاء هم الخطر الحقيقي على العراق والشعب وليس اسرائيل التي يخيفون الشعب بالتطبيع معها وهم الذين دللوها ل ١٩ سنة ، والخطر ليس بريطانيا المعروفة ماذا تريد . هؤلاء هم الخطر والدول والجهات الدينية والقبلية التي تدعمهم . فهم خطفوا العراق والعراقيين بالحديد والنار والتخدير الديني منذ ١٩ سنة ولازالوا . وسرقوا كرامة العراقيين وانسانيتهم وتكافلهم ومحبتهم وحولوهم الى طائفيين ومدمنين وجهلة ومتطرفين وعاطلين وملحدين وضائعين ومهاجرين ومزورين وللخرافة وعبدة الاصنام طائعين وعابدين.. وسرقوا ثروات وتراث واموال وعقارات واصول الدولة العراقية. وانهوا وفككوا الطبقة الوسطى نهائيا !
المجتمع الدولي يستيقظ !
١-المتغيرات الاستراتيجية الكبرى قادمة في المنطقة.. وحتى اسرائيل هيئوا لها دولة وهي ( بقايا اوكرانيا ) وبحسابات استراتيجية ودينية واساطير لما هو قادم للمنطقة ولكي لا يبادوا . المنطقة مقبلة الى تقسيمات نفوذ دولي وان ( بريطانيا ) لن تعطي العراق واليمن والكويت وفلسطين. و ان عودتها كقطب من الاقطاب التي ستحكم العالم لن يتحقق الا من خلال العراق ( فهو بيضة القبان وهو صخرة الثبات للبريطانيين ) ولهذا لن تعطي بريطانيا العراق لا لايران ولا لاسرائيل ولا لتركيا !
٢-العراق مقبل على متغير ( تاريخي مفاجىء ) وان هذا المُتغير ليس من صنع الساسة الفاشلين .ولكنه من صنع ( الجانب الغيبي ) حيث تسخرت بريطانيا ربانيا لتنقذ العراق وتحميه من جيرانه والطامعين فيه من الجيران والاشقاء والاغراب . فدقت ساعة الصفر وما على الشعب الا انتظار نفس اللحظة التي جاءت في (باكستان) وغيرت كل شيء بيومين. فهي قادمة نحو العراق. وسوف تجرف اي قوة وجهة تقف بوجهها !
النداء:
وعليك ياشعب العراق الصبر والدعاء ..وحذاري ينصبون عليك بالشعارات والخطب للنصب عليك من قبل الذين استعبدوك منذ ١٩ سنة واغرقوك بالجهل والخرافة والضياع .. ولا من قبل الذين تاجروا بدماء ابناءك وأصبحوا صراكيل وزعماء حرب واصحاب بنوك ومناصب واحزاب بدماء الشهداء يوم هبوا لحماية العراق والمقدسات من الارهاب وداعش والاجرام والكفار الجدد !
سمير عبيد
١٢ نيسان ٢٠٢٢