بقلم : أياد السماوي …
رفسة الفشل الأخيرة .. هكذا يمكن وصف مبادرة زعيم الكتلة الصدرية الأخيرة التي دعا فيها النواب المستّقلين إلى ( تشكيل مستقل ) لا يقلّ عن الأربعين فردا بعيدا عن الإطار التنسيقي والالتحاق بالتحالف الأكبر ( التحالف الثلاثي ) ليشّكلوا حكومة مستقلّة , على أن يكون ذلك في مدّة أقصاها خمسة عشر يوما .. والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع ماذا بعد انقضاء مهلة الخمسة عشر يوما ؟ وماذا لو رفض النواب المستقلّين هذه الدعوة ولم يلتحقوا ب ( التحالف الأكبر ) وهذا حاصل حتما ؟؟ هل سيعلن زعيم الكتلة الصدرية عن انسحابه من مهمّة تشكيل الحكومة والذهاب إلى المعارضة ؟ أم أنّه سيلجأ للشارع ليحرق اليابس والأخضر ؟ الناس في العراق في ريبة وانتظار من المجهول لما سيقرّره الزعيم القائد بعد فشل المبادرة المتوّقع مئة بالمئة , فهل ستكون رفسة الفشل هذه هي الرفسة الأخيرة لهذا الانسداد السياسي وليبتعد سماحته عن السياسة بشكل نهائي ليريح ويستريح ؟ أم لا زال في الجعبة المزيد من السهام ليرمي بها أيّ محاولة لفّك الانسداد السياسي وليديم بقاء حكومة الكاظمي سنة إضافية ليسلّم له مفاتح الدولة بأكملها ؟ ..
جميع المراقبين السياسيين يتوّقعون أن مصير هذه المبادرة التي يراد منها الالتفاف على النواب المستّقلين وخداعهم والعبور من خلالهم النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية , سيكون الفشل الذريع ولا غير الفشل , لأنّ النواب المستّقلين يعون تماما أنّ هذه المبادرة للخديعة والعبور من خلالهم لإقامة دولة الكصكوصة .. وقد سبق أن طرحت هذه المبادرة على الإطار التنسيقي , حيث طلب منهم مقتدى الصدر عند اجتماعه مع قادة الإطار التنسيقي ( هادي العامري وقيس الخزعلي وفالح الفياض ) أن يلتحق به أربعين نائبا فقط من نواب الإطار التنسيقي من أجل ضمان حصول نصاب الثلثين الواجب تحقيقه في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية , وبعد ذلك يصبح الطريق سالكة لدولة الكصكوصة وما أدراك ما دولة الكصكوصة .. أطراف التحالف من الكرد والسنّة ينتظرون نهاية هذه المهزلة ليعلنوا بعدها انسحابهم من التحالف الثلاثي والالتحاق بالإطار التنسيقي ..
وربّ سائل يسأل لماذا يصرّ زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر على البقاء في حكومة تصريف الأعمال برئاسة مصطفى الكاظمي التي أصبح استمرارها غير دستوري ؟ والجواب على ذلك لا يحتاج إلى عناء أو جهد , فهو واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار , فالسيد مقتدى الصدر يريد بقاء حكومة تصريف الأعمال ليحكم بقبضه على كافة مؤسسات الدولة الأمنية والاقتصادية والتي ستمّكنه من قيادة دولة الكصكوصة , فليس هنالك أفضل من استمرار مصطفى الكاظمي لينجز له إتمام هذه المهمة .. وعندما يستكمل مقتدى الصدر هذه المهمّة من خلال الكاظمي , عندها سيأتي إلى الإطار ويقول لهم ها أنا قد جئت للالتحاق بكم لتشكيل الكتلة الأكبر من أجل مصلحة الشعب العليا , ولكنّ شرطي الوحيد عليكم هي عدم المساس بالمناصب التي أخذتها من حكومة الكاظمي خلال فترة حكومة تصريف الأعمال وقبلها , وإعطائي حصتي من الوزارات في الحكومة الجديدة .. فهذا هو مقتدى الصدر وهذه هي ضرباته .. ومن يعتقد أنّ زعيم الكتلة الصدرية بغير هذا فلا أقول له ( اشتري بعقلك كركري ) , بل أقول له عليك بإعادة حساباتك ..
أياد السماوي
في 05 / 05 / 2022