بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
فرض الاستعمار الغربي نفوذه على القارة السوداء لعقود متوالية من الزمن، بالحديد والنار، ومارس فيها أبشع صنوف القهر والبطش والاستبداد، لكن الشعوب الأفريقية الواعية قاومت الاستعمار بضراوة حتى نالت استقلالها التام، وتحررت من قيود العبودية والتعسف، فأصبحت الساحة متاحة لكل المبادرات الإنسانية المنتجة، وكانت الصين في طليعة البلدان التي مدت جسور التعاون نحو سواحل أفريقيا. فتوسعت استثماراتها في 74 ميناءً أفريقياً، وتباينت استثماراتها بين التطوير والتشغيل. وهي الآن متواجدة في 28 دولة ساحلية. سبعة منها لديها واجهات مينائي عميقة. حيث تولت تنفيذ وتطوير مشاريع البنى التحتية حول سواحل القارة لخدمة سلاسل توريد الشحن. فكان لابد من توصيل المنافذ البحرية بالإمدادات الداخلية، وهذا يتطلب التوسع في تنفيذ البنى التحتية الإضافية، ويتطلب ربط البلدان الساحلية بالبلدان التي ليست لها إطلالة على البحر (البلدان المغلقة)، فأصبح العدد الإجمالي للبلدان الأفريقية المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق 42 دولة من أصل 54 دولة تمثل القارة برمتها. .
لقد بذلت الصين جهوداً دبلوماسية مضنية في حث جميع الدول الأفريقية للتعاون فيما بينها والانضمام إلى اتفاقية التجارة الحرة (AfCFTA)، التي دخلت حيز التنفيذ من بداية هذا العام (2022). بينما تخلفت إريتريا وحدها عن التوقيع على الاتفاقية، التي تضمنت إزالة التعريفات الجمركية من 90٪ من السلع، مما يسمح بحرية الوصول إلى السلع والبضائع والخدمات عبر القارة. وتضمنت إنشاء سوق موحدة لتعميق التكامل الاقتصادي. والتحرك نحو إنشاء اتحاد جمركي أفريقي موحد. وتشجيع التنمية الصناعية من خلال التنويع، وتطوير سلاسل القيمة الإقليمية والتنمية الزراعية والأمن الغذائي. والمساعدة في حركة رؤوس الأموال والأشخاص، وتسهيل الاستثمار. وربطت الاتفاقية معظم بلدان أفريقيا بإجمالي ناتج محلي تقدر قيمته بنحو 3.4 تريليون دولار أمريكي. .
ختاماً نقول: ما صنعته الصين في القارة الأفريقية يفوق كل التصورات، ويلامس سحب الخيال. .