بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
لن نتفاجئ بعد الآن بشطحات مدراء هذا الوگت، فقد مرت علينا نماذج زنكلونية لا مثيل لها في البلدان الغارقة في مستنقعات الجاهلية الأولى، لكن النموذج الذي سنحكي عنه اليوم يقع خارج التوقعات، ويثير الريبة والعجب، لأنه أعاد الى الأذهان كاركاتير (الخواردة)، ويبدو ان الكلمة فارسية الأصل، وتعني الكريم السخي، وهي متكونة من مقطعين. (خوار): وتعني طعام، و(ده): وتعني عطاء أو إنعام. .
فصاحبنا المدير الأمير أو الباشا يوزع الإكراميات والهبات المالية حيثما يذهب، ويتبختر في مشيته وكأنه بطريق مغرور، ومن خلفه موظف يحمل حقيبة جلدية ثقيلة، منتفخة بالرزم المالية، فيتخورد البطريق في رمي الرزم على الموظفين والموظفات، ليتلقفونها منه بفرح غامر. ومنهم من يتفنن في التذلل والتلهف على استلام الإكراميات والأعطيات ولو كانت ورقة واحدة من ذوات اللون المعجوني. وتتكرر هذه المسرحية من وقت لآخر، فهو خير من يؤدي دور الخوارده الباذخ بلا وجع قلب. .
ولن تجد مثل هؤلاء الخواردچية في الافلام الهندية التي يظهر فيها المهراجا ممتطيا فيلاً مزركشاً بالحلي والمجوهرات، ولن تجدهم في حكايات ألف ليلة وليلة، ولا في مملكة الموز والجوز. .
أتساءل دائماً: من اين يأتي هذا بالأموال حتى يبعثرها وينثرها على الموظفين ؟. وكيف يفلت من المساءلة والعقاب ؟، هل ورثها من جده الملياردير أوناسيس ؟، أم ورثها من جدته الكونتيسة فرانسواز بيتنكور ؟. .
ختاماً اذكركم بقول (أبو ذر) لمعاوية بن ابي سفيان حين رآه يبني قصرا باذخا : إذا كان هذا من مالك فهو الإسراف، وإن كان من مال الأمة فهي الخيانة. .