بقلم : علي عاتب ..
زرع النظام البائد بين طيات العقل الباطن ، بذرة الدونية ، لتنمو بظل ظروف نتنة متشابكة الأهداف ليحصد ثمرة التفرقة بين مكونات الشعب العراقي .. إذ لازالت حكايا التنمر والنكات المَجة ملازمة لاخواننا الكورد ، وقصص الجهل والانتقاص من أهل الجنوب ، بحيث وصل الأمر من التعبئة الماكرة آنذاك بأن يخجل الجنوبي الأصيل أن يذكر أصله ، وهكذا شمل التسقيط مناطق الغربية بأنهم أصحاب (كيف وطرب)، ونسبة التُهم التي طالتهم طفيفة مقارنة بالمكون الأكبر وباقي القوميات والطوائف .
وكل هذا التخوين جرى ضمن سياسية مدروسة لبث الفتنة والتفرقة بين أطياف الشعب الواحد ، لينصب لخدمة سياسة الدكتاتور صدام القمعية ، وكل من يتجرأ على نقد تلك السياسة الرعناء يواجه بالتُهم الجاهزة ، فأمسى الشعب بكل طوائفه في دائرة الاتهام ، إلا النخبة التكريتية العوجاء الحاكمة التي تتباهى بأصولهم المشكوك بأمرها .
وبقى هذا التصنيف الشيطاني المقرف عالق في ذاكرة البعض خصوصا من لبس الزيتوني وتشبع بأفكار الحكم الصدامي ، وبقي راسخا في أذهان المتصدين بالماء العكر أصحاب العقد الدونية .
وما كتبه (مهند نعيم) على سطح مستنقع ضحل ، يراقص ضفادع الخسة ، بكلمات سوقية رثة ، يداعب مخيلة أزلام النظام الساقط في هجوم بالغ الخطورة على مكونات الشعب العراقي ألاصيلة ، يأتي ضمن السياقات التي ذكرناها سلفا ، وهي تطفح فوق المياه الآسنة لتؤكد الحاجة الماسة لمعالجة العقول الفئوية المريضة والتأكيد على الترابط والوحدة لموزائيك ملون يجمع كل أبناء الشعب تحت مظلة واحدة .
علي عاتب