بقلم : حسن المياح …
مثل عراقي شعبي مشهور معلوم محفوظ ، يشير الى أن الخصام الذي يحدث بين إثنين — وهما الطرفان الخاسران لما ينشغلا في التخاصم — ، تكون نتيجة فوائد هذا الخصام من مصلحة طرف ثالث ، لا علاقة له بهذا الخصام ، إلا اللهم هو براجماة الذات التي يتمتع بها ، لأن الطرفين مشغولان بالعناد واللاتوافق واللامراضاة ، بسبب الثأر القديم الجديد ، النشيط لا ينسى ، وأسباب أخرى ….. ، والجرح بليغ رافض للشفاء مهما إستخدمت من أدوية معالجة ومضادات حيوية …….
في يقين — ولا أقول في تصور — التيار ، أن الإطار يريد نظام المحاصصة بغض النظر عن نوع الحكومة ، فلتكن أغلبية سياسية ، أو أغلبية وطنية …… وفي يقين وإطمئنان الإطار الى أن الأغلبية الوطنية التي ينادي بها التيار ستكون السد المانع لما هم عاقدون العزم عليه من مكيافيلية براجماة الذات …… ؟؟ وحقيقة الأمر ، أن الأمر الجامع بين نوعي الأغلبية ، هو أن السياسيين من كلا الطرفين هم عراقيون ، وكلمة * عراقيون * تعني أنهم من العراق الوطن ( ولا أقول وطنيون …. !؟ ) طبعآ الأعم الأغلب منهم ، وأنهم سياسيون خردة عوازة …. وبهذا تتحقق الأغلبيتين نوعآ ، سياسية ووطنية ….. وأكيدآ هم يعلمون ذلك ، ويعرفون …… ولكن النفس الأمارة بالسوء ترفض أن تعلن حقيقة النية التي كلاهما عليها يرتكزون ، ويقصدون ، ويضمرون …… فالخلاف ليس على نوع الأغلبية ؛ وإنما على المكيافيلية البراجماتية التي تحقق مكاسب طرف على حساب طرف آخر ……..
لا الإطار يشكل الحكومة ، ولا التيار ، ولم يتفقا على التآلف بينهما والإتحاد ، وبالتعبير الفلسفي ، حقيقة المتناقضين أنهما لا يجتمعان ، ولا يرتفعان .. بمعنى لا يوجدان كلاهما ويتحققان في نفس الزمان والمكان ، ولا يعدمان كلاهما ….. إذن لا بد من تحقيق وجود واحد منهما ليشكل الحكومة ….. ولا يكون هذا إلا بأرجاع تفسير الكتلة الأكثر عددآ المعتمد على نتائج الإنتخابات قبل إنعقاد جلسة البرلمان الأولى ، وإلا فحكومة تصريف الأعمال التي هي الحكومة المنتهية الصلاحية تبقى تسرح ، وتمرح ، وتفعل ما تشاء وما تريد ، بلا مراقب ولا معترض ، وإن حصل شيء من رفض أو إعتراض ، فإنها لا تأبه له ، وتواصل جريها المعتاد الطبيعي مثلما أنها هي حكومة منتخبة مكتملة الصلاحية ، ولها اليد الطولى في أن تمتد ، وتنوش ، وتلوح ، وتخمط ، وتنهب ، وتلعب ، وتمنح ، وتمنع ، وتتصرف ، وتحجب ، وما الى ذلك من أفعال وأعمال لا يحق لها أن تمارسها ….. ولذلك قالوا عنها حين وصفوها بأنها حكومة مبخوتة ، أو أنها حكومة المبخوت الذي يرأسها ، والذي بيده زمام قيادتها مسؤولية تكليفية لمواصلة ( تمشية حال ) العمل المقيد لحين تشكيل حكومة جديدة منتخبة ….. وهذا ما يجعلها مسترخية البال ، مرتاحته ، لأنها تعلم ، أنه لا جديد يلوح في الأفق في تشكيل حكومة جديدة تحت الشمس ، كما يقول المثل …….
فهل سيعود إسلوب الإنقلابات الذي يفرض وجوده الحاكم ، بالرغم من حصول الإنتخابات الديمقراطية التي لا تسمن فتشكل حكومة ، ولا تغني من جوع ؛ وإنما تجعل الوضع سائبآ تتلاعب به حكومات تصريف الأعمال التي تنشط ، وتسعر ، وتلهب ، نشاطآ لما تكون في غضون فترة تصريف الأعمال التي لا يحق لها النشاط ؛ وإنما واجبها وتكليفها هو تمشية أحوال الأمور الإدارية البسيطة لكيلا تتعطل الحياة …..