بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
صرنا نخشى على مستقبل أولادنا وأحفادنا في ظل هذا التخبط العجيب الذي ربما تضيع فيه ملكية ثرواتنا النفطية والغازية، لتصبح من ممتلكات شركات جولات التراخيص. .
نمر كل يوم على حقولنا الملتهبة بالغاز الطبيعي المحروق، فنشعر أننا غرباء عليها، فالعاملون فيها معظمهم من الأجانب، والأوضاع من حولها يكتنفها الغموض، وليس ثمة أمل في تحسن ظروفنا المعيشية، سواء هبطت أسعار البترول أو إرتفعت، وسواء ارتفعت صادرات النفط أو انخفضت. .
ثم ننظر من بعيد صوب منشآت حقل السيبة الغازي، الذي لا نعرف عنه شيئا منذ سنوات. .
لقد تقاسمت الشركات (ذهب العراق الأسود) خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم. وهذا يفسر غزوهم للعراق وليس كوريا الشمالية المسلحة نووياً، وربما تتذكرون كلام نائب وزير الدفاع الأمريكي (بول وولفوفيتز) عام 2003، حينما قال: (إن الاختلاف الرئيسي بين كوريا الشمالية والعراق هو أن الأخيرة تطفو على بحر من النفط). .
وتزداد مخاوفنا أكثر فأكثر عندما نعلم أن فرنسا التي توجهت بجيوشها نحو دولة (مالي) بذريعة محاربة الارهاب، تمتلك الآن رابع احتياطي عالمي للذهب، لكنها لا تمتلك منجماً واحداً هناك، وبلغ مقدار الذهب الفرنسي المنهوب من دولة (مالي) حوالي 2436 طناً، بما قيمته 111.8 مليار دولار, في حين لا تمتلك دولة (مالي) أي احتياطي من الذهب, على الرغم من تعداد مناجم الذهب فوق اراضيها، والتي تصل إلى 860 منجماً من الذهب، وتنتج 50 طن سنوياً. فينطبق عليها قول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد:
وأشد ما لاقيت من ألم الجوى
قرب الحبيب وما إليه وصولُ
كالعيس في البيداء يقتلها الضما
والماء فوق ظهورها محمولُ
فهل سينطبق علينا قول طرفة ؟. .
الله أعلم. . .