بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
تتصدر كل من روسيا وبيلاروسيا قائمة البلدان المصدرة لأسمدة البوتاس والأمونيا واليوريا ومكونات الأسمدة الأساسية الأخرى المستخدمة في كل القارات. لكن هذا القطاع الصناعي شهد تدهورا متسارعا حينما فرضت الولايات المتحدة عقوباتها على البوتاس البيلاروسي، وحذت أوروبا حذوها الآن. فمنعت روسيا صادراتها من الأسمدة، فانكمشت المقاطعات الزراعية، وتحول بعضها إلى السماد الطبيعي. .
فالبرازيل، التي تعد أكبر منتج للبن وفول الصويا والسكر في العالم، تستورد 30 ٪ من اسمدتها من روسيا وبيلاروسيا. .
وشهدت أسعار الأسمدة الآن ارتفاعاً متصاعداً، وأدى هذا الارتفاع الصاروخي في سوق الأسمدة إلى صعوبة التخطيط. حيث يواجه المنتجون الآن المزيد من المشكلات التي يجب مراعاتها على رأس القرارات التي يتخذونها بالفعل في مواسم الزراعة المنتظمة. وصار لزاماً عليهم الموازنة بين إيجابيات وسلبيات الحصول على السماد الطبيعي مقابل شراء الأسمدة الاصطناعية، وكيفية الحصول على أقصى استفادة من الأسمدة التي ينفقون أموالهم عليها. .
وبلغ سعر الطن الواحد من سماد اليوريا في الولايات المتحدة 1014 دولاراً. بينما بلغ سعره في مصر حوالي 8500 جنيها، أي في حدود (456) دولاراً، اما سعره في العراق فقد بلغ في الأسواق المحلية 525 ألف دينار، أي في حدود (359) دولاراً. وبالتالي لا توجد أزمة أسمدة في العراق بالمقارنة مع الأزمة العالمية التي اهتزت لها أسواق الأسمدة، سيما ان الشركة العامة للأسمدة الجنوبية أنتجت في الشهر الأول من هذا العام (2022) حوالي 25795 طناً، وأنتجت في الشهر الثاني 14445 طناً، وأنتجت في الشهر الثالث 8985 طناً، وأنتجت في الشهر الرابع 21284 طناً. وهذا دليل آخر على زوال شبح الازمة العالمية داخل العراق، ويتعين علينا الآن الالتفات نحو التصدير لتعظيم مواردنا المالية، ومنح القطاع الصناعي الخاص فرص الاستثمار في هذا المجال وبناء مصانع تعزز الانتاج الوطني وتدعم تصديره. .
والله الموفق. .