بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
في ظل التوسع التعبوي الذي انتهجته بعض الكيانات السياسية المتزمتة برأيها، وكنتيجة متوقعة لتسابقها المحموم للتسلح بالعتاد الخفيف والمتوسط والثقيل، وفي ظل النزعة القتالية المرتبطة بمنهجية تلك الكيانات، ورغبة القوى الخارجية الشريرة لاشعال فتيل الحرب الاهلية في العراق، وفي ظل حملات التسقيط والتشويه، والاتهامات المتبادلة، والمواقف المتشنجة، وفقدان الثقة بين الاطراف المتنازعة، وفي ظل ظروف التنافر، وتعمق الخلافات، وتصاعد عوامل التصادم، يبدو أن المشهد بات أكثر قتامة من أي وقت مضى، ونرى انفسنا على مسافة زمنية قريبة جداً من تفجر الأوضاع، وبخاصة في المحافظات الجنوبية التي تمتلك من الأسلحة الحديثة ما لا تمتلكه قبائل التوتسي والهوتو في راوندا، نسأل الله ان يكفينا شر راوندا وحروبها الاهلية، التي قُتل فيها حوالي مليون إنسان، وساد فيها الحقد والبغض والكراهية والانتقام فيما بينهم. ومن عجائب ما قرأته عن هذا الصراع أن أحدهم حينما كان يمسك بأخيه، (من الطرف الآخر)، كان يخيّره بين أن يموت بالرصاص أو بأداة حادة، وإذا أختار أن يموت بالرصاص، يجب عليه أن يدفع مالاً مقابل ذلك. .
نخشى أن يتكرر سيناريو تلك الحروب الطاحنة، مثلما تكرر في لبنان وليبيا وسوريا والجزائر واليمن، سيما ان أرضنا صارت حلبة مفتوحة لتصفية الحسابات الدولية، فالمعطيات كلها تؤكد اننا مقبلون على مرحلة مقلقة، مرحلة سوداء تثير الرعب والفزع في قلوبنا. .
ووفق هذه المعطيات يمكن القول بمزيد من الثقة: ان الصدامات المحلية القادمة بمختلف أشكالها ستكون أكبر وأسوأ وأكثر دموية، وستكون لها تداعيات مدمّرة على البُنى التحتية، وستتسبب في تمزيق نسيجنا الوطني، وربما تكون مدعاة لتدخل القوى الخارجية لنهب ما يمكن نهبه من ثرواتنا. .
وتأسيساً على هذه المخاوف، بات من الأهمية الكبرى أن تتبنى القوى الوطنية إستراتيجيات متعقلة تعزز أمن العراق وشعبه، وتسهم في زيادة الوعي الجماهيري لمنع وقوع ما لا تُحمد عقباه. .
والله يستر من الجايات.