بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
عرضت الفضائيات العراقية قبل بضعة أيام صورة لطائرة شراعية اسقطها رجال وزارة الداخلية قرب معبر جريشان في بادية البصرة القريبة من الحدود الكويتية، وكانت تحمل مليون قرص كبتاجون (مخدر). .
لكن اللافت للنظر ان الفضائيات نشرت صورة الطائرة نفسها (أو مشابهة لها) قبل عشرة أعوام، أي في عام 2012، حيث اسقطتها القوات الأمنية وقتذاك في صحراء ذي قار اثناء قيامها بنقل كميات من الافيون والهيروين. .
وبالتالي نجد انفسنا أمام خروقات أمنية، ربما تكررت آلاف المرات، بين عامي 2012 – 2022. فصورة الطائرة التي اسقطوها في صحراء ذي قار مطابقة تماما لصورة الطائرة التي اسقطوها في صحراء البصرة، حتى أن الصحراء تكاد تكون نفسها، ولا فرق بين صحراء ذي قار وصحراء البصرة. وفي عام 2018 أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أنها ضبطت مواد مخدرة مع مواطن متورط بتهريب الحشيشة بواسطة طائرة صغيرة. .
فهل هذا يعني أن البادية الجنوبية صارت مسرحا مفتوحاً لمافيات تهريب المخدرات على مدى السنوات العشر الماضية ؟. .
والغريب بالامر ان المواد المهربة تنوعت بين حبوب الكبسلة بكل أنواعها والافيون والهيروين والحشيش، لتغطية احتياجات المدمنين، كل حسب رغبته. .
لا شك ان هذه الظاهرة لها امتدادات عميقة عبر هذا التيه الصحراوي المترامي الاطراف، والذي يمتد من نقرة السلمان في جوف صحراء السماوة إلى جبل سنام عند مقتربات حدودنا مع الكويت. .
في ضوء ما تقدم لا مناص من استنفار القوى الأمنية لإحكام سيطرتها على المنطقة، والتنسيق الفوري المباشر مع الأجهزة الأمنية في دول الجوار، وفي هذا السياق لابد من عقد اجتماع اقليمي على مستوى وزراء الداخلية للحد من هذه الخروقات الامنية المتكررة. واعتماد إستراتيجية عربية لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية على مختلف الأصعدة، ومواجهة هذه المشكلة الخطيرة. .