بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
لكل قبيلة في العراق شيخها الذي يمثلها، وهو في الوقت نفسه كبيرها وسيدها وزعيمها وقدوتها وعميدها وحكيمها وقائدها ورئيسها ورمزها الذي تفتخر به. ولهؤلاء الشيوخ الأصلاء كل التقدير والتكريم والتبجيل والاحترام. لكن اللافت للنظر هو هذا الكم الهائل من شيوخ ماكنات الاستنساخ الملونة، التي صارت تنتج لنا دفعات متلاحقة وغير معروفة من شيوخ مزيفين، لا تنطبق عليهم الشروط القبلية، ولا المواصفات العشائرية. .
شيوخ يتشابهون في كل شيء تقريبا، ويشتركون جميعهم في الملامح التالية:-
- معظمهم من الأميين، وبعضهم لم يكملوا دراستهم المتوسطة.
- طواويس يتسابقون في استعراض الأزياء، وارتداء الملابس الحريرية المزركشة والمطرزة.
- مراوغون يتفننون في ممارسة النصب والخداع والاحتيال والابتزاز وفرض الإتاوات على عامة الناس.
- أرباب سوابق ولهم قدرات عجيبة في الإيقاع بالابرياء والاستحواذ على مقتنياتهم.
- منحرفون لا يتورعون عن الاتجار بالممنوعات.
- انتهازيون ووصوليون من الطراز المكشوف.
- لديهم ثراء فاحش لا نعرف مصدره.
- مسرفون يغدقون الاموال على أصحاب الابواق الإعلامية الرخيصة.
- مزيفون يتظاهرون بالتدين السطحي وهم من الدين براء. ولا يجيدون قراءة سورة الفاتحة قراءة صحيحة.
- متغطرسون تعرفهم من سياراتهم الحديثة الفارهة، ودواوينهم المؤثثة والمفروشة بالسجاد الفاخر.
- منبوذون ليس لهم اي حضور عشائري على الإطلاق.
- وما خفي كان أعظم. . .
قبل بضعة أيام شاهدت حواراً متلفزاً بين أحد رؤساء قبائل الجنوب وصعلوك من صعاليك التطفل على الاجاويد. كان حوارا بين حكيم وجاهل، بين فيلسوف ومهرج، بين رجل ناضج وزعطوط . .
قال له الشيخ الجليل: كيف أصبحت شيخا يا ولدي ؟.
قال له الصعلوك المتشيخ: أصبحت شيخاً بفلوسي. .
نعم هذا هو مبلغ المعايير التي سمحت لهم بالتطفل على القبائل العراقية الاصيلة. .
وهنالك دفعات أخرى موازية لدفعات المشايخ المستنسخة، تمثلت بدفعات من الأمراء، الذين صاروا يؤطرون اسماءهم بلقب (أمير)، وبات من المتوقع ان تظهر لنا دفعات جديدة من الملوك والسلاطين والباشوات. .
لا شك ان هذه الظواهر المرفوضة تعزى لضعف عوامل الردع والضبط الاجتماعي، وتعزى لوجود ثغرات اجتماعية سمحت لمن هب ودب بالتسلل الى الخطوط الأمامية. .
وتبقى قبائلنا العراقية معروفة بنخوتها واصالتها وانسابها الرفيعة، ولن يضرها ظهور هؤلاء من عدمه. وشتان بين الأصالة والزيف، ولا يصح الا الصحيح. .