بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
تجدون على شبكة الانترنت نسخة (pdf) من كتاب سيد اللعبة (Master of the Game) الصادر في العام الماضي (2021) باللغة الانجليزية من 688 صفحة. .
مؤلف الكتاب هو: (Martin Indyk) من مواليد 1951، سبق له العمل نائباً لرئيس الشؤون الخارجية في معهد بروكنغز في واشنطن، وسفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل، ومساعداً لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة كلنتون، وكان هو المبعوث الخاص للرئيس أوباما لخوض المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية من تموز 2013 إلى حزيران 2014. .
قدم المؤلف معلومات صادمة لكل عربي، مستنداً في تقديمها على حزمة من الوثائق الدقيقة، والمواقف الشخصية لهنري كيسنجر في دعمه لإسرائيل، وانقاذه لها في الظروف الحالكة التي مرت بها في حرب 1973، وكانت مواقفه منحازة تماماً اليها، وخارج ارادة وتوجيهات الرئيس نيكسون ومن بعده فورد. .
يكشف المؤلف عن سر العلاقة الحميمة المباشرة التي كانت تربطه شخصياً بإسحاق رابين حين كان سفيرا لإسرائيل في واشنطن، وكيف كان كيسنجر يخادع وزير الخارجية وليم روجرز، الذي كان يطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة من أجل إقامة السلام. فكان كيسنجر يناور لخلق انطباعات وهمية زائفة، توحي بوجود تحركات فعلية على الأرض، لكنها لم تكن موجودة، وتوحي بأن الخطوات السلمية متواصلة نحو بسط السلام الدائم في مناطق النزاع، لكنها كانت في حقيقة الامر عكس ذلك تماماً، ولم يكن كيسنجر يبحث عن الحلول الشاملة، بل كان يرفضها رفضاً قاطعاً، ويرى انها نافذة لتدفق المشاكل للولايات المتحدة، وتؤدي الى إنسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها. .
ويبين لنا المؤلف كيف كان كيسنجر يتحرك بخطوات سلحفائية متباطئة لكسب الوقت، فالأرض عنده مقابل شراء الوقت، وليس الأرض مقابل السلام، لكنه كان في الوقت نفسه يحث الخطى لإنشاء نظام إقليمي مستقر وليس تحقيق سلام دائم. بينما كانت زياراته المكوكية للبلدان العربية توحي انه يبحث عن السلام فقط، في حين كان يسعى لتحقيق هدفين:-
- ضمان استقرار اسرائيل. .
- والحصول على النفط العربي بأبخس الأسعار . .
ويستعرض المؤلف البرقية الأمريكية السرية التي حملت رقم 111، بتاريخ 18 أكتوبر 1974، ورصدت أجواء الاجتماع الذي دار بين كيسنجر عقب عودته من الشرق الأوسط، والرئيس فورد، ووزير الدفاع جيمس شلسنجر، ومدير إدارة التحكم بالأسلحة ونزع السلاح فريد إيكل، وممثل رئيس الأركان ديفيد جونز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام كولبي. والتي أكدت بما لا يقبل الشك أن كيسنجر نجح في إقناع الزعماء العرب بأن الهدف الرئيسي للتوسط في المفاوضات ليس حاجة واشنطن للنفط، ورغبتها في الحصول عليه، وهو ما نجح فيه الى حد بعيد، حيث اقتنعوا كلهم انه يسعى للسلام فقط دون النظر لأية مصالح أخرى. .
وهكذا خدع الزعماء العرب بإسم السلام، فحصل منهم على النفط، ولم تنسحب اسرائيل من الأراضي المحتلة. .