بقلم : هادي جلو مرعي …
يتحدثون عن الخطايا في ظلم الناس،والظلم قبيح، ولكن من قال :إن الناس ضحايا الخطايا فهم بشعور وبغيره صناع الظالمين، وتابعون لهم وداعمون، ولعل واحدا من الأوهام الدافعة لدفع التهمة عن الناس بالشراكة في خراب الأوطان إنهم يفعلون صغائر الذنوب التي تتقزم أمام ذنوب الكبار من الفاعلين والماسكين بالأشياء المؤثرة غير إن كثرة الناس أمام محدودية الفاعلين يجعل ذنوب الناس أكبر بكثير من ذنوب الكبار، فحين ترى حاكما ظالما، وتنتقد شروره وطغيانه، وتضعه في الميزان في كفة مقابل كفة سترجح كفة الناس عليه لأنهم يرتكبون شتى المعاصي والخطايا والجرائم التي لايقربها الحاكم الظالم، وقد يرد أحدهم إن سبب المظالم هو طريقة الظالم في الحكم، لكن هناك من الجرائم ماهو غير مبرر كزنا المحارم، والإتجار بالمخدرات، ونشرها بين الناس، وتخريب المجتمعات والدعارة والزنا والتسابق في الفواحش والسرقات والإحتيال والنصب والتزوير وتلقي الرشا. والقيام بأفعال قبيحة يأتي بها من نرى فيه الإتزان والخلق، ومن إعتدنا منه سلوكا حسنا، بل وليس من مبرر لتلك الفواحش التي يدافع عنها مرتكبوها بوصفها فعلا يندرج في قائمة السلوكيات الفردية والجماعية التي تتيحها الحرية المتاحة، حتى أن هناك إنقلابا فكريا عجيبا يتمثل في فتح الحدود أمام ممارسة كل مايشتهيه الإنسان دون ضوابط، وفي التاريخ الإنساني قصص عجيبة للإنحراف ليس السبب فيها الجوع ولاالحرمان ولاالظلم فقوم لوط لم يكونوا جياعا وغالب من رفضوا دعوة التوحيد كانوا مترفين ويعيشون في مدن وقرى مزدهرة ونامية وفيها زروع وبساتين وأنهار وجنات وعيون وكل مايشتهون لكنهم طغوا وتجبروا وتجاوزوا الحدود فهم بظنهم إستغنوا عن الخالق العظيم وغرتهم الأماني وبهارج الحياة وزينتها، وتصوروا إنما هي حياتهم الدنيا وليس من حياة حتى صاروا يعيشون كما يرغبون دون ضوابط وتجاهلا لكل القيم الأخلاقية، وصاروا يفرضون قيمهم القذرة على المجتمعات الإنسانية، فيدافعون عن المثليين، وممارسي الرذائل والمنحرفين وهم يتصدون للأمور عبر وسائل الإعلام، بل وصار صعبا مستصعبا إنتقادهم وردعهم، فكأن قيم وأخلاق اللواطيين والسحاقيات هي القيم والاخلاق الصحيحة، بينما القيم التربوية والأخلاقية والدينية فمستهجنة ومرفوضة وبالية، ولامكان لها في عصرنا الراهن المزدهر بالصناعات والتكنلوجيا والمغريات المادية التي لامثيل لها. وقد يأتي يوم يعاقب فيه من يخالف قيم المثليين والمنحرفين والشواذ.