بقلم : جابر الجابري ..
مقولة حفظناها منذ طفولتنا عن ظهر قلب لكننا ألقيناها جانباً حين شعرنا بالقوة الذاتية التي ورثناها أباً عن جد وطرحناها قيد التداول مع الآخرين .. نتعامل مع الضعيف بتواضع ومع القوي بذات القوة والطريقة التي يستخدمها ضدنا طبقاً لتوجيهات الله ( من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) ..على مستوى الدولة رأينا العكس تماماً ضعيفة امام القوي وقوية امام الضعيف وهذا ما لا يليق بناسها ولا تاريخها ولا قيمتها الحضارية بين الدول ..(أخوة يوسف ) بدون استثناء يريدون ويعملون على إضعاف العراق واستضعافه ليبقى مسجىً على مشارحهم وتحت مباضعهم يفعلون به ما يشاءون ..الجارة المسلمة تركيا زحفت على الارض فلم يردعها احد ووصلت الى العمق فلم تجد حاجزاً أمامها ورفعت اعلامها على الدساكر والقرى والمدن فلم يحرك أحد ساكناً ولوحت باستعادة الولايات العثمانية فلم تسمع حسيساً ولا نفيساً لأصحابها وحرمتنا حتى من مياهنا فلم ننبس ببنت شفة ..فيما تغصّ أسواقنا ببضاعاتها الهابطة وتتغندر مئات شركاتها العاملة بكل شبرٍ من اراضينا ويتقاطر السواح العراقيون على منافذ حدودها حاملين معهم ملايين الدولارات لضخها في جيوب أبنائها .. كل هذا الدلال لم يملأ عيونهم فردوا بانتهاك المحرمات وسفكوا عن عمد وسبق إصرار الدم العراقي الأعزل ثم تبجحت وزارة خارجيتهم بإنها لا تطلب الإذن بقصفها لمن تشاء ومتى تشاء ..من الطبيعي أن هذه الغطرسة ليست لقوتهم ولا لجبروتهم التي مسحها ابو علي (بوتين) بالأرض على مرأى ومسمع العالم ….بل لضعفنا وهواننا ..لا يليق بالرد وتلقين القتلة درسهم العراقي المناسب الا ( ابناء الملحة ) هم الذين تأهلوا على تلقين الجناة دروسهم الخاصة بهم .. وليعذرنا اخوتنا في البيشمرگة الذين خيبوا ظننا بهم وجعلونا نأسف على كل قطرة دم وعرق سقينا بها ترابهم
جابر الجابري