بقلم : د. معتز محي عبد الحميد …
احتفلت الصحافة واجهزة الاعلام في جمهورية اذربيجان بذكراها السنوية الـ147حيث اصدر الصحفي حسن بك الزردابي اول جريدة بعنوان ( اكينجي ) في 22 نموز عام 1875 وكان هدفة من اصدارها تثقيف وتنوير الشعب الاربيجاني وتعريفة على التطورات الاجتماعية والسياسية الجارية عبر العالم والتنمية الثقافية والاقتصادية العالمية واخراجه الى سبيل الرقي، وعلى الرغم من تعرض الصحافة منذ يوم ظهورها الى الرقابة الشديدة فإن الغاء الرقابة من جانب الزعيم القومي العام حيدر علييف الذي وضع أساس تاريخ أذربيجان الاستقلالي يقدر بمرحلة جديدة في تاريخها الفكري العام حيث أن الموانع المصطنعة القائمة امام التعددية وحرية التعبير والمعلومات في أذربيجان المستقلة أزيلت بالارادة السياسية للزعيم القومي العام وجهوده الكبيرة وأتى نموذج ذلك الباهر في رفع الرقابة رسميا عام 1998،و ان تبدأ طريقا تنمويا كبيرا في حياتها ومجداواضحا وكانت داعية الأفكار العامة المتقدمة في جميع الحقب حيث أن صحافة أذربيجان الوطنية شكلت تقاليدها المتقدمة في جميع مراحلها التاريخية وأدت مهمتها التي تعهدت بها تأدية تليق بها،
واقيمت بهذة المناسبة احتفالية وندوة اعلامية دولية شارك فيها العديد من الصحفيين العالميين اقامتها وكالة تنمية الصحافة وتحت شعار (نزعات عالمية وتحديات حديثة في الاعلام ) في مدينة شوشا المحررة.
المصداقية في نقل المعلومات
والقى كلمة رئيس جمهورية اذربيجان الهام علييف بهذة المناسبة الاستاذ حكمت حاجيف مساعد رئيس الجمهورية .. وفيهاناشد إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان، وسائل الإعلام العالمية بأن تستقى معلوماتها عن بلاده من مصادرها الموثوق بها، والابتعاد عن نقل المعلومات الكاذبة والمشوهة التي تخلو من المصداقية، معربا عن عميق أسفه من أن بلاده على مدى سنوات ماضية وحتى الآن تعانى من التضليل الإعلامي على الصعيد الدولي لمجريات الأحداث على أراضيها وأضاف: “إن صحافة أذربيجان مضت طريق التنمية الكبيرة بالاسترشاد بمبادئ أعلنتها جريدة “أكينجي” التي بدأت تصدر باللغة الأذربيجانية عن المثقف المرموقو الناشر وعالم العلوم الطبيعية حسن بك الزردابي في 22 تموز عام 1875م. والمنشورات والمطبوعات العديدة التي صدرت في الحقبة التي تلت النصف الثاني من القرن التاسع عشر جاءت مرآة تاريخنا من جهة وساهمت مساهمات مهمة في تثقيف الناس وتنويرهم وتشكل وعي وطني وتحقق تمنيات الشعب التحررية وحماية قيمنا الأخلاقية والاحتفاظ بها
الصحافة ونقل الصورة الحقيقية بكل دقة ومصداقية
وأكد رئيس أذربيجان ثقته في مواصلة الصحافة الوطنية الأذربيجانية لدورها في نقل الصورة الحقيقية عن بلاده إلى العالم بكل دقة ومصداقية .. مشيدا بالدور الذي قامت به الصحافة في بلاده في التثقيف والتنوير وتبصير الرأى العام أولا بأول بكل ما يجرى من أحداث تتعلق بأذربيجان والعالم أجمع. وأكد أن “جمهورية أذربيجان دولة تنتهج سياسة مستقلة صاحبة مكانة تليق بها في نظام العلاقات الدولية وذات قوة ورؤية عصرية الامر الذي يجعل مساعٍ الى الاخلال بنفوذ البلد الدولي العالي والتاثير على حياته الداخلية في فضاء الاعلام العالمي لا تهدأ. وخلال الحرب الوطنية قد خاض اعلام أذربيجان نضالا شرسا في الجبهة الإعلامية لاعبا دورا عظيما في التصدي لهجمات إعلامية مضللة جماهيرية وتزويد المجتمع بمعلومات سريعة وصحيحة حيث أن مواردنا الإعلامية ما برحت تواصل فعالياتها المستمرة من اجل إيصال وإبلاغ حقائق أذربيجان بما فيها اعمال الخراب والدمار والهدم والوحشي والجرائم ضد البشر التي لم يشهد لها مثيل والتي ارتكبت على يد الأرمن خلال فترة الاحتلال الأرميني على أراضينا التاريخية الى مشاهد ومسامع المجتمع الدولي
زيارة الوفود الصحفية لوكالة اذرتاج
وقد استقبل الاستاذ اصلان اصلانوف الوفود المشاركة في المنتدى اثناء زيارتهم لمبنى وكالة اذرتاج للاخبار الرسمية ، وتحدث عن اهمية هذة المناسبة الوطنية واكد رئيس أذرتاج أصلانوف على أهمية المنتدى من حيث مناقشتة النزعات الجديدة في الصحافة والاعلام بشكل جماعي قائلا إن إنجازات الاعلام في فعالياته الدولية مرهون اكثر من غيره على احترافيته والتزامه بتقاليد الصحفية وتطبيق التكنولوجيا الحديثة وحماية سمعة مصدر الانباء الموثوق بها وسائر العوامل المثيلة حيث أن الحاجة الى موارد الانباء الموثوق بها في حقبة الاعلام الاجتماعي قيد الازدياد المستمر وبذلك تفضل المؤسسات الإعلامية خاصة وكالة الانباء العمل مع شركاء ذات الخبرة في انتاج الاخبار وتتميز بمصداقية إعلامية.
وأشار اصلانوف الى أن التعاون الدولي في مجال الاعلام يختص بممارسة وسائل الاعلام الجماهيرية بالتبادل بالمعلومات والاستفادة المتبادلة من التجارب المتقدمة مضفيا الى أن مثل هذا الموقف يتيح للمؤسسات الإعلامية فرصة من التشكل وزيادة المهنية والاستفادة بشكل واسع من وسائل مختلفة مثل تنظيم مؤتمرات وندوات لتحليل مشكلات الاعلام ومن هذا المنطلق من المهم مشاركة مؤسسات أذربيجان الإعلامية في مؤسسات الاعلام الدولية وفي الوقت الحاضر نجد علاقات صحافة أذربيجان اكثر نشاطا وسعة ولا شك في أن الإصلاحات المنفذة في مجال الصحافة والمستجدات المطبقة تضيف ذخرها الى المزيد من تعزز التعاون الدولي للصحافة والاعلام.
مواقف مهمة في هذة الاحتفالية
في رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس إلهام علييف للصحفيين والشعب الأذربيجاني، أشار إلى أن “صحافة أذربيجان مَضَت في سبيل التنمية الواسعة استرشاداً بمبادئ أعلنتها جريدة (أكينجي)، التي بدأت تصدر باللغة الأذربيجانية عن المثقف المرموق والناشر وعالِم العلوم الطبيعية حسن بك الزردابي، في 22تموز عام 1875م. والمنشورات والمطبوعات العديدة التي صدرت في الحقبة التي تلت النصف الثاني من القرن التاسع عشر جاءت مرآة تاريخنا من جهة، وساهمت مساهمات مهمة في تثقيف الناس وتنويرهم، وتكوين الوعي الوطني، وتحقيق تمنيات الشعب التحررية وحماية قيمنا الأخلاقية والمُحَافَظَة عليها”. وتطرق سيادته إلى أن الإصلاحات الديمقراطية المُحقَّقة في أذربيجان بقيادة الزعيم القومي حيدر علييف؛ الذي استعاد استقلال البلاد من جديد في أواخر القرن العشرين؛ قد أبرزت نقطة مفصلية جذرية في تنمية موارد الإعلام الوطنية، على غرار جميع المجالات الأخرى، ذلك أن صحافة أذربيجان سَرَّعَت من وتائر تطورها نتيجة لتدابير نظامية، حُقِقَت في مجالات عديدة ضمان حرية التعبير والمعلومات، وتشكيل قاعدة التشريع المتقدمة، وتعزيز استقلال أقلام الصحفيين.
والموقف الجميل اللافت في هذه الإحتفالاات التي شاركت بها ، شمولها كل الشعب الأذربيجاني وأراضي أذربيجان، والمؤسسات الرسمية والشعبية والقطاع الخاص، وغيرها من الهيئات والجهات بمختلف تخصصاتها وأسمائها، أي أن الاحتفال يتعدى أصحاب المهنة ليصبح منذ عهد بعيد عيداً وطنياً شاملاً بامتياز، ويُلاحظ أنه وفي إطار “المنتدى الدولي للأعلام”، عقدت حلقات نقاشية ذات عناوين عديدة، منها على سبيل المِثال لا الحصر: “الانتقال إلى صحافة الإعلام الجديد: التقارب والفرص الجديدة”؛ و”أخلاقية الإعلام: التصرّف المهني للصحفيين في البيئة الرقمية”؛ و”أثر شوشا في صحافة أذربيجان”؛ و”آفاق التعاون الدولي لصحافة أذربيجان.”
و الموقف الاخر اللافت في الاحتفال، أن هذه هي المرة الأولى التي يَحتفل فيها صحفيو أذربيجان بعيدهم المهني في مدينة شوشا المحررة من الهيمنة الأرمينية على مدار الثلاثين عاماً من احتلال واغتصاب للارض المقدسة ،وخصوصا مدينة شوشا التي تُعتبر بحق “تاج” منطقة “قره باغ” الاقتصادية”، صاحبة المكانة الخاصة في تنمية الصحافة الوطنية، وهي عاصمة الثقافة الأذربيجانية، وهو ما يَعني حدثاً غير مسبوق في تاريخ صحافة أذربيجان التي تتميز بتقاليد غنية وعريقة طيلة السنين الماضية من عمرها .
لقد شاهدت في باكو عزم الصحفيين الأذربيجايين وخصوصا في وكالة اذرتاج الرسمية وقسمها العربي بمواصلة السير في سبيل استمرار تعبئة المجتمع الأذربيجاني وطنياً، ونشر الوعي الوطني والحقائق عن أذربيجان في مختلف الأوساط ذات الصِلة، مؤكدين مواقفهم الوطنية المبدئية التي تتناغم وتتسق مع مصالح دولة أذربيجان المستقلة والدول العربية والصديقة لأذربيجان، ولتنوير الأُمم بالحقائق عن “أرض النار”، وفضح التخرصات والزيف الارمني الاستعماري الذي يجري تسويقه من أبواق متعددة اللغات مُباعة للشيطان، ولتأكيد وحماية شعار “الحقّ يَعلو وَلا يُعلَى عَليه.