بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
استكمالا للاجزاء السابقة، نذكر أن الاجتماع الوزاري المنعقد في منتصف الشهر الثامن من عام 2020 برئاسة وزير الخارجية، وحضور وزراء النقل والنفط والموارد المائية، بإلاضافة إلى مشاركة ممثلين من دوائر الدولة المعنية بخور عبدالله. .
ففي ذلك الاجتماع عبّر المشاركون عن ارتياحهم لرصانة الأفكار التي أستعرضها الدكتور جعفر المؤمن، وطروحاته المستمدة من نظرته العلمية والوطنية الثاقبة والمعززة بالأدلة المقنعة، فقد أصطحب (المؤمن) معه الكابتن (كريم جبار السوداني). للاستفادة من خبرته الملاحية لاغناء النقاش حول رسم خط الأساس للبحر الإقليمي العراقي. سيما ان معظم النقاشات السابقة كانت بعيدة جداً عن المحاور الحساسة، الأمر الذي أضطر الدكتور (المؤمن) إلى استعراض الحجج القانونية والتاريخية، التي تؤكد حق العراق في خور عبدالله، ولا شك أنها تركت الأثر الإيجابي في التوصل إلى رؤية وطنية جادة وصارمة بالاتجاه الصحيح، آخذين بعين الاعتبار ان العراق يُعد الآن من أفقر البلدان الخليجية من حيث المساحات البحرية، وليس له أي اطلالة معتبرة على بحار الله الواسعة، سوى هذه الفسحة الضيقة المحصورة بين رأس البيشة وجزيرة (حچام)، والتي تخنقها جزيرتا وربة وبوبيان، وتحاصرها التمددات الرسوبية والصناعية لدلتا مصب شط العرب، في الوقت الذي يحتاج فيه العراق إلى ممرات ملاحية واسعة وعميقة وآمنة لربط ميناء الفاو الكبير بشرايين التوريدات الدولية وخطوط الشحن البحري عبّر الخليج العربي. .
لا شك إن مشاركة الخبراء في هذا النوع من الاجتماعات سيتمخض حتماً عن تثبيت الاحداثيات الدقيقة (بخطوط الطول والعرض) لبعض المواقع المحورية في مدخل شط العرب، أو لمسارات خور عبد الله، أو لتأشير المناطق الضحلة المرشحة للنمو الطبيعي بفعل ظاهرة الارساب والترسيب. .
من هنا حرص الدكتور (المؤمن) على الاستئناس بخبرة الربان (السوداني) لتوضيح الرؤى البحرية والملاحية، فالكلام في مثل هذه الاجتماعات مرهون بمهارات أصحاب المواهب والخبرات، وأصحاب التوجهات الوطنية الجادة، وهو بطبيعة الحال يختلف تماماً عن التصريحات الساذجة التي يطلقها البعض من وقت لآخر بقصد التكسب، أو بقصد التسويق الإعلامي، أو للتشويش على الرأي العام. وخير مثال على ذلك التصريح الكاذب، الذي اطلقه الفاشلون قبل بضعة أيام حول تنازل العراق عام 2017 عن ممراته الملاحية في خور الزبير لصالح الكويت. .
ختاماً: لابد من الإشادة هنا بدور الربان الأقدم، والخبير الهيدروغرافي (الكابتن سمير عبد علي مرزوق) المعروف بمواقفه الوطنية الحازمة، ونظرته العلمية المستمدة من معايشته الميدانية لسنوات طويلة في الميادين الملاحية والمينائية والساحلية. ومن المفيد أن نذكر أيضاً ان مواقف الخبراء، الذين مر ذكرهم في الاجزاء السابقة، كان لها الفعل المؤثر في الذود عن حقوق العراق السيادية، وتصحيح الاخطاء والهفوات والعثرات. .
وللحديث بقية إن شاء الله في الاجزاء القادمة. .