بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
احتفلنا قبل بضعة أيام بيوم الاستقلال، الذي نال فيه العراق استقلاله بإنهاء الانتداب البريطاني عام 1932، لكننا اذا استعرضنا السنوات التي مرت بنا، منذ ذلك العام وحتى يومنا هذا، سنجدها عبارة عن كوابيس متلاحقة من الانقلابات والفوضى والانفلات والاستهتار، ومصادرة حقوق الناس. .
فهل هذا ما كنا نحلم به لبناء وطن مستقر وآمن ؟. وهل هذا ما كنا نتطلع اليه في تحسين أوضاعنا المتدهورة منذ تسعين عاماً ؟. .
كانت حياتنا عبارة عن سلسلة من الحروب الخاسرة، والقرارات الارتجالية غير المدروسة، والأحكام الجائرة بالاعدامات الفردية والجماعية. .
ثم صارت عندنا عصابات ومافيات، وأوكار للتعذيب، ومشاريع فاشلة، وتنازلات سيادية غير مسبوقة، وقبائل تحمل الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتفرض سننها العشائرية على الضعفاء. ثم فوضى عارمة تعقبها تجاوزات وسرقات وانتهاكات، ومجاميع مستهترة تمارس العبث والتخريب كيفما تشاء، وحيثما تشاء، وكيانات سياسية تطالب بحصر السلاح بيد الدولة في الوقت الذي يتسابقون فيه لتعزيز ترساناتهم الحربية بأحدث الأسلحة، وربما سيأتي اليوم الذي يمتلكون فيه الطائرات المسيرة، والراجمات المحمولة والمجوقلة. .
وصارت عندنا منصات الكترونية متخصصة بالتشويه والتلفيق والتسقيط والاساءة، تديرها وتشرف عليها مؤسسات خفية تعمل خارج الاعراف والقوانين، وأبواق إعلامية تنشر ثقافة التفاهة، وصفحات تيكتوكية داعمة للاشقياء وأرباب السوابق. .
صارت هذه الممارسات تجري كل يوم في عموم البلاد أمام أنظار الدولة، وغير مسموح لأي فرد أو جماعة بتلبية نداءات العقل والمنطق والعدالة والإنسانية في دولة صار فيها (إرزوقي كوبرا) من المشاهير (السرسرية)، الذين تستضيفهم الفضائيات ليتحدثوا للناس في رمضان بلهجتهم السوقية عن بطولاتهم في الملاهي والبارات وأوكار القمار. .
انظر إلى دول الجوار، سواء الخاضعة منها الآن للحصار أو المتحررة منه، ستجدها تنعم بالهدوء والاستقرار، بخلاف العراق الذي شهد جميع جولات مرحلة الفوضى، ثم شهد جولات مرحلة الانفلات، ويتلقى الآن صدمات موجعة عن غياب الأمن والأمان. . .