بقلم: حسن المياح – البصرة ..
( الحلقة الثانية )
نقصد بالطاقة الحرارية أنها توهج الخطاب العاطفي الحار الذي يستخدمه السياسي الحاكم ، والذي يقابله إستجابة شعورية شعبية فورية مستعجلة ….
ونقصد بثبات الوعي المستنير أنه الفهم الفعال الإيجابي الذي يكون عليه الشعب العراقي ، والذي يتحرك الشعب العراقي من خلاله للتفاعل سعي مساندة ومعاضدة وتعاون وعمل ومراقبة ؛ أو إعتراض ورفض لما يقوم به السياسي الحاكم من عمل لما يكون العمل والممارسة هو خارج من إطار سلوك ومسيرة الإصلاح والعمل الصالح …. ، ومحاسبته ….. ولا يرخى للسياسي العنان أن يتمادى في العمل الفاسد ، مهما كانت قوة وجوده السياسي ، لكي لا تنحرف مسيرة تجربة الحكم التي هو رأسها الحاكم ، ويكون له الجو مهيأ تأسيسآ لبذرة كل ما هو إنحراف وفساد ، وظلم ونهب ، وصعلكة وإجرام …..
وربما تصل في عقلية وشعور المسؤول السياسي الحاكم درجة إشتعال ولهيب وسعار الطاقة الحرارية هذه لخطاباته وتصريحاته وتأميلاته وتخديراته الى ما يشبه الوعي عند الشعب العراقي ، بحسب ظن الطغيان والعته والخبل والجنون بعظمة وبهرجة وجوده السياسي الذي يتملكه ، ووفق ما يتراءى له ، الذي يجعل منه الطاغية العملاق الزعيم ، والصنم الذي يعبد والذي اليه تقدم قرابين السمع والطاعة والخضوع والخنوع عبودية صنم بشري إلاه ، والدكتاتور الحاكم الزعيم القائد المعصوم المحسوم المتسلط الذي يملك ويستأثر …. ولذلك تصح مقولة أن《 الطغاة تصنعهم الشعوب الهوائية المزاجية الجاهلة الغبية الهبلة والمستهبلة المتخلفة 》…… ؟؟؟
خطابات المسؤول السياسي الحاكم النارية المتأججة تخلق طاقة حرارية في شعور أفراد الشعب العراقي الأغبياء الجاهلين المتخلفين ، لأنهم يتفاعلون بكل ما عندهم ولديهم من إستعداد شعوري عاطفي يلتهب ويسعر لما يسمعوا الخطيب السياسي الحاكم ، بأنه سيجعلهم يعيشون في بحبوحة جو رومانسي خيالي حالم ، وأنه مخرجهم من تنور نيران الظلم والحاجة والفقر واللوعة والعذاب الذي هم كانوا فيه على مرجل حراري مسعر يحرقون ويعذبون ويصطلمون ….. فطبيعي أن هؤلاء أفراد الشعب المغفلين والمستغفلين سيرقصون طربآ وهزآ تطيرآ بالجنة التي هم بها يوعدون خطابات كلامية جهنمية رنانة ، وتصريحات لفظية غليان شآبيب فوران أحلام سعادة خيالية مستهترة نعسانة ، ومسرات عيش رغيد يتأملونها بفارغ الصبر ، وهي زخات رعد مطر صيف أقرب منها الى أمطار شتوية مستمرة مستدامة …..
وهذه الطاقة الحرارية التي يخلقها المسؤول السياسي الحاكم بوعوده الشيطانية المزيفة الخادعة الجبانة ، تخلق له فسحة أمل في سلوك طريق الإنحراف ، وفي ممارسة أعمال الفساد ، وفي أفعال صعلكة نهب وسرقات ، وأنها مؤشرات دفع كبح جماح وموج وتيار إعتراضات وتظاهرات وامتعاضات ….. لأنه لا زال يملك الرصيد الشعبي الغبي المغفل والمستغفل العاطفي والشعوري الكافي —- الذي يجنيه من خلال إشعاع وهج الطاقة الحرارية التي يبعثها من خلال خطاباته العاطفية الواعدة الغاشة الخادعة الكاذبة الجاذبة —- عفي الوجود المغفل من أفراد الشعب العراقي ….. لذلك تدوم مدة وجوده السياسي الحاكم الفاسد الظالم ، ويستغرق زمن تسلطه الصعلوكي الصنمي المعبود الناهب الناقم فترة أطول …….
لذلك نقول : أن من خلال الطاقة الحرارية التي يلتهبها ويتوهجها ويستمتع غباءآ بها أفراد الشعب العراقي المغفلون والمستغفلون الهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق ومتوسل وطالب ، من خلال العيش زهوآ وطربآ في أحضان ترانيم نغمات موسيقاها ، يستمكن المسؤول السياسي سلطان الحاكمية غشآ وخداعآ ، وأنه يبدأ بزرع بذور الفساد والظلم ، والصعلكة والنهب ، والإستئثار والإجرام ، والخلود والدوام ، وما الى ذلك من مفردات اللؤم والإجرام ….. بإعتبار أن الجو قد خلا له وتهيأ ، وأنه القادر على ممارسة السلطان ونوع الحكم الذي هو من أجله جاء ، لأن يكون دكتاتورآ مالكآ ، حر التصرف في كل شيء ، ما دامت قاعدته الجماهيرية ، هي من الهمج الرعاع المغفلين والمستغفلين …. ، وأنهم جنده ( بكل أنواع الجندية المادية والمعنوية والذباب الألكتروني ….. ) الذين بهم يحارب ، وعليهم يعتمد ويرتكز …..
والمغفل والمستغفل من أفراد الشعب العراقي الذين هم الهمج الرعاع الأكثر والأغلب من عامة الشعب العراقي المتحزب منهم ، وغير المتحزب ، هم الأرض الخصبة التي ينمو فيها الإنحراف والفساد ، والظلم والطغيان ، وتتحسن هذه الخصوبة وتستمر وتدوم ، لما تتفاعل مزاجآ عاطفيآ شوقآ غفلة ، وعبادة صنمية مستحمرة هبلآ …. مع ما يطلقه السياسي الإله الصنم من خطابات عاطفية هستيرية مسمومة مجردة زائفة ، وتصريحات إنفعالية إجرامية كاذبة مشبوبة مهددة متوعدة …..، وعلى أساسها ، وبموجبها ، ترى المسؤول السياسي الحاكم الطاغية الفاسد فيها ، ومن خلالها ، يزبد ويرعد ، ويحتقن ويغضب ، ويجلد ويتوعد ، ويهدد ويعاقب ….. ، ويسرق وينهب ، ويمنع ويمنح …..