بقلم : أياد السماوي ..
كنت ولا زلت وهذا من دواعي الفخر والشرف أن أكون أول من نبّه إلى خطورة توّلي العميل مصطفى الكاظمي رئاسة وزراء العراق في مقال منشور على وسائل الإعلام بتاريخ 31 / 1 / 2020 , أي قبل تكليفه في 10 / 4 / 2020 تحت عنوان ( من أياد السماوي إلى السيد مقتدى الصدر .. ابعدوا أمريكا عن العراق ) , قلت في مقدمته ( سماحة السيد .. لا شّك أنّكم قد وقفتم على النوايا التي تخطط لها الولايات المتحدّة الأمريكية بترشيح السيد مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي إلى رئاسة الوزراء , من خلال دفع رئيس الجمهورية برهم صالح الذي بات يصطّف مع أمريكا بشكل علني ومن غير تقية , برفض جميع المرّشحين لمنصب رئيس الوزراء , تحت مبررات لم تعد خافية على أحد .. فالمخطط الأمريكي بدفع الكاظمي إلى رئاسة الوزراء قد أصبح في مراحله الأخيرة خصوصا بعد لقاء برهم صالح مع الرئيس الأمريكي على هامش أعمال منتدى دافوس الاقتصادي , فالتعليمات الأمريكية تدعو الرئيس صالح إلى رفض أي مرّشح لرئاسة الوزراء غير السيد مصطفى الكاظمي رجل أمريكا الأهم في العراق .. وهذا الكلام لم يعد مجرد استنتاج أو تحليل سياسي , بل هو توّجه وأوامر يجري العمل عليها بمساعدة بعض القوى السياسية الشيعية وتتبناها القوى السياسية السنيّة والكردية ) وقلت أيضا (سماحة السيد مقتدى الصدر .. هنالك من يتّهمك بأنّك مؤيد لترشيح الكاظمي لرئاسة الوزراء بالخفاء ومتّفق مع برهم صالح لتمريره .. فكما أعلنت بشكل واضح وصريح رفضك لمرّشحين هم أفضل من الكاظمي بكثير لتوّلي هذا المنصب .. مطالب اليوم بإبعاد هذه التهمة عن نفسك بتغريدة ترفض فيها مرّشح الرئيس الأمريكي ترامب قاتل الشهيدين المهندس وسليماني لتكون مصداقا على الشعار الذي رفعته كلا كلا أمريكا .. فالوضع يا سماحة السيد مقتدى خطير جدا وينذر بعواقب خطيرة لا تحمد عقباها ولا يحتمل التأخير ساعة واحدة ) ..
ولو كان سماحة السيد مقتدى الصدر وباقي الطيف الشيعي الذي حضر زفّة تكليف مصطفى الكاظمي في ذلك اليوم الأسود من حياة العراقيين , قد تنّبهوا للبلاء القادم على البلاد والعباد كما تنّبه ( أياد السماوي ) الذي تلاحقه الآن الدعاوى الكيديّة وأوامر القبض الصادرة بحقه من القضاء العراقي , لما وصلنا إلى ما نحن فيه من مأساة لم تجري على العراق والعراقيين منذ ولادة الدولة العراقية الحديثة وحتى هذه اللحظة .. أليس مخجلا ومعيبا يا رجال قضاءنا العراقي أن يلاحق كاتبا وطنيا مثل أياد السماوي نذر حياته كلّها للدفاع عن قضية وطنه وشعبه ويلاحق بقضايا نشر تصدّى بها إلى أخطر عصابة دمرّت الدولة العراقية برّمتها ؟؟ هل كان تصدّي السماوي لعصابة مصطفى الكاظمي وجهاز مخابراته وجرائم لجنة الأمر الديواني 29 التي سوّدت وجه النظام السياسي القائم وارتكبت الفضائع بحق المعتقلين من تعذيب وحشي وابتزاز وتهديد وقتل تحت التعذيب , خطأ يستوجب ملاحقته وإصدار هذا الكم من أوامر القبض بحقّه ؟ وهل يعقل أن يلاحق كاتبا وطنيا بهذا الكم من أوامر القبض ويترك المجرمين ولصوص المال العام أحرارا ويهربوا خارج العراق أمام أعين السلطات الحكومية ؟ أهذا هو جزاء أياد السماوي الذي قوّض عصابة مصطفى الكاظمي وفضح جرائمها أمام الرأي العام والشعب العراقي , من كان منكم يا قادة الإطار التنسيقي قد فكرّ بالثلث المعطل ودفع رئيس الجمهورية لإرسال استفساره للمحكمة الاتحادية ؟ هل تنكرون يا قادة الإطار التنسيقي فضل السماوي في قضية الثلث المعطّل ؟ وهل تنكرون ما كنتم تكتبونه للسماوي على الخاص بأنك البطل والشجاع والصوت الوطني المخلص والناطق بما في قلوبنا ؟ أليس ما كان يقوله السماوي هو الكلام الذي لا تستطيعون الجهر به ؟ فإذا كان السماوي هو البطل والشجاع والوطني , فهل كنتم أوفياء معه يا قادة الإطار التنسيقي ؟؟ ثقوا بالله يا قادة الإطار التنسيقي أنّ ما يملكه السماوي لا تملكونه أنتم جميعا ..
أياد السماوي
في 12 / 11 / 2022
السابق بوست
القادم بوست