بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هي نوع من الاستقطاب الخبيث للمهارات والقدرات الرياضية الابداعية في مضمار كرة القدم، تتحول أحياناً إلى احتكار واستغلال، وهذا ما دأبت عليه البلدان الأوروبية منذ عقود، حتى صار المنتخب الفرنسي أفريقيا بإمتياز، بينما تكحلت عيون المنتخبات الأوروبية الاخرى بلاعبين اختاروهم من إفريقيا وامريكا اللاتينية والبلدان الاوراسيوية. .
نحن أمام صورة مقززة من صور العبودية الرياضية، فاللاعبون الأفارقة ينطبق عليهم قول عنترة بن شداد:
يُنادونَني في السِلمِ يا اِبنَ زَبيبَةٍ
وَعِندَ صِدامِ الخَيلِ يا اِبنَ الأَطايِبِ
وربما تذكرون كيف بصق مدرب المنتخب الفرنسي (ديدييه ديشامب) بوجه اللاعب الذي أهدر ضربة الجزاء. وتعرض الآخرون، ومن بينهم كينجسلي كومان واوريلين تشواميني، اللذان أهدرا ركلتي جزاء أمام الأرجنتين، لعبارات عنصرية بعد المباراة النهائية للمونديال، وكذلك الحال بالنسبة لراندال كولو مواني الذي أهدر فرصة ذهبية للتسجيل في الوقت الإضافي. وكان حارس المرمى الفرنسي هوجو لوريس الذي فشل في التصدي لأي ركلة جزاء للأرجنتين عرضة أيضا للاستهداف العنصري عبر منصات التواصل الاجتماعي. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لاعبو المنتخب الفرنسي للاستهداف العنصري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جرى استهداف كيليان مبابي عقب إهدار ركلة جزاء أمام سويسرا في دور الستة عشر ليورو 2020، ليساهم في خروج بلاده من البطولة القارية. .
وأثار قرار اعتزال لاعب وسط المنتخب الألماني لكرة القدم (مسعود أوزيل) من اللعب الدولي جدلا حول تنامي مشكلة العنصرية، وحول دوافع اللاعب التركي الأصل، الذي كان يشكل مثالا في الاندماج. وقال مسعود في تعليق نشره على حسابه في تويتر: (ان وسائل الإعلام أساءت معاملته معتبرا أنه ضحية ممارسة عنصرية). ووجه أصابع الاتهام بشكل خاص لرئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم (رينهارد غريندل)، النائب السابق عن حزب المحافظين والمنتقد السياسي الشرس للتعددية الثقافية. .
ختاماً نقول: حري بأوربا ان تشعر بالخجل، وهي التي ظلت حتى وقت قريب تتفاخر بمطالباتها بحقوق الإنسان، وتعيش فيها أقليات كثيرة، ويأتي للعيش فيها سنويا آلاف اللاجئين الفارين من ويلات الحروب، ومن الظلم الطبقي والمجاعات، لكنهم يتعرضون على يدها لويلات العنصرية بأسوأ صورها فقط لأنهم مختلفون. .