بقلم المهندس :- حيدر عبد الجبار البطاط ..
هو المركز التجاري للبصرة وكان به ميناء عثماني يقع على ضفة شط العرب وشمال صدر نهر العشار ترسوا به الباخرة القادمة من الهند.
لم يكن جنوب نهر العشار مأهولا حتى بدء شخص مسيحي اسمه المعلم عزيز بامتلاك الأراضي وبيعها لاحقاً فبنيت المنطقة جنوب النهر ومنها شارع الوطن الذي اصبح الشارع التجاري المهم في المنطقة وسميت المنطقة بالعزيزية.
أما شمال نهر العشار فكان شارعه المهم التجاري هو سوق المغايز وسمي بعد ذلك سوق الصيادلة وكان به أجمل المخازن التجارية التي كان يملكها الهنود مثل جاشيمال
و كان هناك العديد من الصيدليات المهمة منها صيدلية الريحاني وصيمح وباكوس وجوليس و صيدلية العراق.
كان هاذا السوق يتقاطع مع سوق شعبي اطلق عليه اسم شارع الخضيري نسبةً الى جامع الخضيري الذي بناه قاسم باشا الخضيري وهو جامع لأهل السنه وكان أمامه في الثلاثينيات السيد رشيد من أهالي تكريت.
كذلك كان هناك جامع اخر للشيعة و السنة على نهر العشار هو جامع الأمير او جامع المقام ويئمهُ المسلمون من الطائفتين السنية والشيعية.
وكان إمامه شهاب الدين القيسي وهو أخ أحد العلماء في بغداد وعم المصارع العراقي الأمريكي المشهور عدنان القيسي الذي أشتهر في بغداد في السبعينيات.
وكان يوجد في العشار مبنى المتصرفية وما نسميه الآن المحافظة.
اتى اسم العشار من روايتين :-
الاولى:- نسبة إلى كونها المنطقة التي يتم فيها أخذ العشر من ثمن البضاعة التي تورد أو تصدر منها كضريبة أو كرسوم كمركية أو لإستخدام ميناءها في عهد الدولة العثمانية.
و هو الاسم الذي أطلق على نهر العشار الذي يفصلها الى جزئين .
الثانية :- ان اسم العشار المستخدم بفتح العين وتشديد الشين هو الاسم الخاطيء انما الاسم الصحيح بكسر العين العشار وهو مجموع السفن التي يطلق عليها العشار بكسر العين اما مساله العشر ومكان العشر ليس لها علاقة بالعشار وتوجد منطقة العشر في نهر الخندق حاليا و تحولت الى مخازن .
و تعتبر منطقة العشار المركز التجاري لمدينة البصرة حالياً لكثرة الأسواق التجارية فيها كما اكتسبت هذه المدينة جمالية خاصة لوقوعها على ضفاف شط العرب ، واختراقها من قبل نهر العشار والخندق.
كانت بداية فترة ازدهار العشار في فترة ولاية ناصر باشا السعدون حيث أزدهرت التجارة وقتها بالعشار وفتح الشركات لمكاتبها هناك ووقوع أغلب المباني الحكومية والإدارية فيها وتمتد من شارع الكويت وساحة أم البروم إلى نهر الخندق ومبنى المحافظة القديم والصالحية ومن نهر العشار إلى محلة السعودية.
والان مع شديد الاسف تحول نهري العشار و الخندق الجميلين الى مجرى للمياه الاسنة و مكب للنفايات و لمياه الصرف الصحي .