بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
مرّ القطار مسرعاً بمدينة أمريكية أسمها (شرق فلسطين East Palestine)، فتعثر لأسباب فنية، وخرج عن مساره، وانقلبت عرباته المائة، وتصادمت وتحطمت وتراكمت فوق بعضها البعض، ونشبت فيها النيران، وكانت كلها محملة بالمواد الكيمياوية القاتلة، فتفجرت الصهاريج، وتسربت المواد، وتصاعدت أبخرتها السامة، وتسببت في قتل الحيوانات المتواجدة في محيط المنطقة، ما أضطر حاكم الولاية إلى قرع نواقيس الإنذار ، وإجلاء السكان. وأصبحت حياة 5000 منهم مهددة بالاختناق والتسمم، بينما انشغلت الحكومة الأمريكية بمطاردة البالون الصيني الضال، وانصرفت أيضاً نحو نشر اخبار الأطباق الطائرة. .
ظلت رائحة الكلور منتشرة في الجو لفترة طويلة، فشعر الناس بالقلق، وفقدوا ثقتهم بتصريحات المسؤولين، وبخاصة عندما أكدت التقارير البيئية على تلوث المياه الجوفية، وانتشار النفايات في الجوار وفوق سطح الأرض. .
كان القطار يحمل كلوريد الفينيل، وإيثيلين جلايكول أحادي البيوتيل إيثر، وإيثيل هكسيل أكريلات، والأيزوبيوتيلين، وأكريلات البوتيل. وقد أبدى السكان تخوفهم من إحتمالات تحلل غاز كلوريد الفينيل إلى مركبات أخرى مثل: كلوريد الهيدروجين الفوسجين: وهو غاز ثقيل عديم اللون، كريه الرائحة، شديد السمية، بل أكثر سمية من غاز الكلور بتسع مرات. يتفاعل مع الحديد ليكوّن مادة سامة لونها أصفر مائل للحمر. صيغته الكيميائية COCl₂. ويعد من الاسلحة الكيميائية الفتاكة، استخدم خلال الحرب العالمية الأولى كعامل اختناق، اما كلوريد الفينيل فهو مركب عضوي متطاير، وأكثر المواد الكيميائية سمية، ومعروف بأنه يسبب السرطان، ويهاجم الكبد، ويؤثر على الدماغ. .
لا شك إن تنظيف مسرح الحادث ومراقبته يحتاج الى جهود استثنائية قد تستغرق سنوات. فهل ستواصل الولايات المتحدة رواياتها المحبوكة عن الاطباق الطائرة والمناطيد التائهة بغية التعتيم على الحدث، وتضليل الرأي الأمريكي العام ؟. .
ختاماً وحتى لا يختلط الأمر على القراء نذكر ان مدينة فلسطين الشرقية، هي مدينة أمريكية تابعة لولاية أوهايو. تعداد سكانها 4721 نسمة. اما لماذا اطلقوا عليها هذا الاسم فسوف نتطرق له في مقالة لاحقة. .