بقلم : حسين علي حسين ..
حينما يكون المرء بموقع المسؤولية ينبغي عليه التصدّي لما يقتضيه منصبه، خصوصاً حينما يكون الموقع نقابياً، فالعمل النقابي إلزام بمتابعة متطلبات الأعضاء وقد تأسست النقابات، في أول ريادتها أصلاً، بناءً على ما يحتاجه العمال في بيئة يساريّة صرفة تنتصر للمستضعفين موقفاً والمعوزين مالاً، وستسقط السمة النقابية عمّن يركن ذلك، ويتناسى محيطه وأعضاء إتحاده أو نقابته ممن وقعوا في مآزق حياتية يتقاسمها ثنائي المرض والفاقة، وثالثهما الموقف المفترض الذي ينتظره الزميل العضو فيفاجئ بضدّه النوعي!
الزميل جعفر العلوجي عضو مجلس إدارة الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية، والمنقطع عن أدائه في الاتحاد لأسباب تتعلق بطريقة إدارته، لكنه لم ينقطع عن واجباته الانسانية والمهنية إزاء جميع زملاء الحرف الصحفي الرياضي فسجّل حضوره، ودعمه، عند الصحفي الرياضي حسين الذكر الذي ألمّ المرض بفلذة كبده وعند الصحفي الرياضي جواد الخرسان الذي أصابته جلطة دماغية مفاجئة، وحينما إتصلت بالعلوجي عن وضع الزميلين أخبرني بانهما إثنان في أجندة إهتماماته وحراكه لكنهما ليسا كل قائمته المقبلة!
السلوك الانساني الزاخر للعلوجي الانسان، والزميل المسؤول، إمتدّ لموقفه معي حينما أصابني الوباء في تموز الماضي، وقد تذكّرت الكثير من المناسبات التي حضرها في مجالس عزاء ذوي الزملاء، وأفراحهم وفعالياتهم الصحفية الشخصية وقد إنصرف ذهني مباشرة للقول القديم ان (العلوجي) يشرّف منصبه، المبتعد عنه، لكنه لم يبتعد عن مسؤولياته وإنسانيته..
الموقف ذكّرني أيضاً بالكلمات الرنّانة التي إنطوى عليها المؤتمر الانتخابي الأخير لنقابة الصحفيين العراقيين وبينها ان النقابة قدمت ما بوسعها للزملاء الذين تعرضوا للاصابة بالفايروس الوبائي كورونا، وكنت شخصياً، تعرضت لاصابة صنّفها الطبيب المعالج بالشديدة لكن أحداً من إتحاد الصحافة، غير العلوجي، لم يكلّف نفسه قيمة إتصال هاتفي يشدّ فيه من عزيمتي، أو حتى مجاني عبر واتساب!
قيل قديماً إن المنصب يتشرف بزيدٍ وإن عمراً زاده المنصب شرفاً والفارق كبير بين الصورتين، فمن يعمل لزملائه بشكل منقطع ليس كمن يجيد تسويق نفسه ذات مؤتمر إنتخابي