بقلم _ عباس الزيدي ..
في مثل هذه الايام المباركة من شهر شعبان المعظم وأثناء الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 استخدم النظام الصدامي المجرم السلاح الكيماوي لقمع الثوار في جنوب العراق
قلعة صالح قضاء جنوبي اصيل عميق في التاريخ وغني بالتراث
في محافظة ميسان(العمارة ) يرتشف ويغسل جدائله من مياه نهر دجلة المعطاء حيث يشطره النهر المدينة الى قسمين وفيه مساحات واسعة من الاراضي الخصبة والاهوار التي تربط محافظتي البصرة والناصرية معا
وفيه الكثير من المواقع الاثرية منها مدينة المذار التاريخية وميشين المندائية اضافة الى مراقد دينية وسياحية من ابرزها ضريح الامام عبدالله بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهم السلام •
اثناء قمع الانتفاضة الشعبانية المباركة دفع النظام المجرم الدموي بالعديد من قواته تسندها المدفعية والدروع والطائرات وقد استخدم ابشع واقذر الطرق ومنها استخدام الدروع البشرية ومع ذلك لم يفلح وانهزمت قواته امام صمود الثوار •
واستمرت المعارك لايام عند ذلك اقدم النظام الصدامي على استخدام الاسلحة الكيمياوية عبر دفع طائرة مروحية تابعة لطيران الجيش العراقي محملة بالاسلحة الكيمياوية واثناء تقدمها حاولنا التصدي لها بما نملك من دفاعات جوية الا انها استمرت بالمشاغلة والطيران •
ثم اندفعت الطائرة بسرعة كبيرة نحو عمقنا ومقراتنا في داخل الاهوار و هبطت هناك على مقربة من الحدود العراقية الإيرانية •
تحركنا على الطائرة بسرعة و وجدنا احد افراد طاقمها برتبة نقيب وهو من اهل ديالى شاهرا سلاحه الشخصي على افراد الطاقم وقد اجبرهم على الهبوط وبعد الحديث معهم ظهر ان تلك الطائرة محملة بالاسلحة الكيمياوية وقد ارسلها النظام الصدامي المجرم لقصف قضاء قلعة صالح بتلك الاسلحة •
انا شاهد عيان على تلك الجريمة حيث اخذنا بقية الطاقم وجردناهم من الاسلحة الشخصية وطلبوا فيما بعد اللجوء الانساني في الجمهورية الايرانية الاسلامية وقد احتفينا بذلك العراقي النقيب الطيار البطل الذي ابى وامتنع من استخدام السلاح الكيمياوي ضد ابناء شعبه رغم جبروت واجرام النظام العفلقي
وتلك القصة معروفة لكثير من الاخوة المجاهدين الذين كانوا معنا في اهوار محافظة العمارة •
جريمة حلبجة واستخدام الاسلحة الكيمياوية لم تكن الوحيدة في السجل الاجرامي للنظام الصدامي حيث استخدم ذلك السلاح في مواطن اخرى منها ……
1_ استخدام تلك الاسلحة المحرمة دوليا على كثير من المدن والقصبات الايرانية المتاخمة للحدود اثناء الحرب الصدامية الاي فرضها الاستكبار والصهيونية العالمية على ايران الاسلام
2_ استخدام النظام السلاح الكيماوي في اهوار العراق على نطاق محدود
هذه الجرائم يجب ان لاتغلق وان تفتح وتأخذ مسارها القانوني والتعويضي كجرائم حرب و ابادة جماعية ضد الانسانية لا تقتصر على النظام المجرم بل على الشركات الصهيونية والامريكية والدول الاوربية المتورطة في تزويد النظام الصدامي بتلك الاسلحة المحظورة والمحرمة دوليا
ويجب تعويض الضحايا وفرض عقوبات دولية على مصادر السلاح
(جهاد التبيين )