بقلم: اياد السماوي ..
لا شّك أنّ عثمان الغانمي الجندي يختلف جذريا عن عثمان الوزير بكل شيء ، فعثمان الجندي كان جنديا عراقيا بكلّ مواصفات الجندية العراقية ، سيّما أنه قد تدّرج في في كلّ مواقع المسؤولية في القوات المسلّحة العراقية ، وكان ضابطا لامعا يشهد له كلّ من عمل معه .. لكنّ عثمان الوزير كان شيئا ثان ، خصوصا وأنّه كان يعرف ويعلم بكلّ ما يدور حوله ، بل أجزم أنّه كان على دراية واطلاع بكل جرائم عصابة مصطفى عبد اللطيف مشتت ، هذه العصابة التي عبثت بكل شيء وتجاوزت حدود كل شيء .. ومن الطبيعي لجندي تشرّب بقيم العسكرية العراقية أن يكون أول الثائرين والمنتفضين على جرائم هذه العصابة ويقدّم استقالته لرئيس هذه العصابة ، ولكنّ هذا الجندي اللامع في يوم من الأيام آثر إلا أن يتخلّى عن تأريخه ومجده العسكري من أجل منصب زائل في حكومة شخص تافه لم يرى تأريخ الدولة العراقية أتفه وأحقر وأفسد منه ، وآثر إلا أن يكون ذليلا وتابعا ومنبطحا أمام هذه العصابة القذرة .. وكما وصف زملاءه الوزراء بأنّهم كانوا دمى بيد رئيس الوزراء وفريقه ، فهو أيضا لا يختلف عن بقيّة زملاءه قيد أنملة ، حيث كان جميع من يعمل في حكومة هذا المدّعي الأفّاق عبارة عن دمى ركعت تحت أقدام هذه الزمرّة المنحطّة خلقا وأخلاقا وسلوكا.. ولم يعترض يوما أو ينتفض لشرف العسكرية التي ترّبى عليها أمام جرائم وكيله ( أحمد أبو رغيف ) التي سودّت وجه العراق و وجه النظام السياسي القائم ، بل ولم ينبس ببنت شفة .. وكان الأجدر به أن لا يظهر على القنوات الفضائية وينزوي بعيدا عن الإعلام .. أمّا أن يظهر على القنوات ويحاول أن يسوّق نفسه على أنّه بطل ومعارض لقرارات رئيس الوزراء مصطفى مشتت ومتصدّي لزمرته الضالة ، وهذا غير صحيح بالمطلق ، فقد كنت يا معالي الوزير منبطحا وجبانا أمام هذه العصابة ، وكنت ترى الفضائع أمام عينيك من دون أن تعترض وتنتفض لشرفك العسكري الذي داس عليه أحمد ابو رغيف وباقي عصابة التافه مصطفى مشتت .. وكاتب هذا المقال يا ما دعاك عندما كنت وزيرا أن تنتفض لشرفك العسكري وتستقيل من الحكومة ، ولكنّك كنت أصم واعمى عن الفضائع والفساد الذي كان يجري من تحت أقدامك .. نصيحتي لك أن تنزوي نهائيا وتبتعد عن الأضواء ، فانت يا معالي الوزير ورقة محترقة ، ولم تعد موضع تقدير كما كنت ..
أياد السماوي
في ٢٨ / ٣ / ٢٠٢٣