بقلم: أياد السماوي ..
ما تسرّب لي من بنود تتعلّق بالاتفاق المؤقت الذي تمّ توقيعه بين بغداد وأربيل ، سيكون أساسا صالحا لتمرير قانون الموازنة العامة وتشريع قانون النفط الذي كان عصيّا على الحكومات السابقة ، بنود الاتفاق توحي أن أربيل قد أذعنت أخيرا للدستور العراقي الذي جعل من النفط والغاز في كلّ المحافظات والأقاليم ملكا للشعب العراقي ، ومن المؤكد أنّ الرابح الأكبر في هذا الاتفاق هو شعبنا الكردي قبل غيره ، كما أنّ هذا الاتفاق الهام قد رفع من رصيد السوداني إلى مصاف القادة الكبار الذين حكموا هذا البلد ، والاتفاق لا يخرج عن قرارات المحكمة الاتحادية العليا الخاصة بنفط الإقليم ، وقد تضمّن نقاطا بالغة الأهمية .. حيث سيتم إيداع إيرادات النفط المصدّر من الإقليم في حساب مصرفي لدى البنگ المركزي أو مصرف معتمد ، كما أن الاتفاق قد تضمّن عملية التفاوض على بيع النفط وفق آليات شركة سومو حصرا في المستقبل شريطة معرفة المستفيد النهائي ، وهذا يعني أنّ النفط العراقي لن يصل إلى إسرائيل مستقبلا ، كما يتضمن الاتفاق عقد مفاوضات مشتركة مع الشركات الأربعة المتعاقدة لشراء نفط الإقليم ، كما يتضمن تشكيل لجنة رباعية مؤقتة لحين إقرار الموازنة وتشريع قانون النفط والغاز لإدارة عملية البيع..
والحقيقة أنّ هذا الاتفاق الذي تمّ بجهد وطني عراقي خالص دون تدّخل أو وساطة من أي طرف خارجي ، يؤكد الرغبة الجادّة والصادقة من قبل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمواجهة جميع المشاكل والمعوقات ومواجهتها بروح وطنية نابعة من إرادة حكومية صادقة لتحقيق مصلحة عامة أبناء الشعب العراقي ، كما أنّه يعكس قدرة هذه الحكومة على حلّ جميع القضايا العالقة بين المركز والإقليم منذ التصويت على الدستور العراقي عام ٢٠٠٥ والتي يعتقد أنّها عصيّة على الحل .. فتحية من الأعماق للسوداني الكبير وأعضاء حكومته على هذا الاتفاق المهم الذي سينهي حقبة خروج الإقليم على قرارات المركز ..
أياد السماوي
في ٤ / ٤ / ٢٠٢٣