بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تُعد الكاتبة الأمريكية (جين مريديث ماير) من أفضل الذين تناولوا هذا الموضوع بكتابها (Dark Money)، وهو مترجم الى عدة لغات. .
وصدر للكاتب (عبد الرحمن شلبي) عام 2017 كتاب بعنوان (المال الأسود)، يوضح فيه كيف خدع حسين سالم الحكومة المصرية، والكتاب في متناول اليد على الشبكة الدولية بصيغة PDF. .
فالمال الأسود هو المال الذي يتم الحصول عليه بطرق وأساليب ملتوية، وغير قانونية، ومخالفة للأعراف والقواعد والتعليمات. اما مصادر هذا المال فهي البغاء والاتجار بالممنوعات وتجارة الأسلحة والعمليات الارهابية والغش التجاري، والعمولات التي تتقاضاها الدكاكين الاقتصادية التابعة لبعض المافيات المتنفذة، لكن أشهر هذه المصادر هي الحملات السياسية المدعومة بالاموال المنهوبة لشراء الذمم والتلاعب بنزاهة الانتخابات، والتأثير على إرادة الناخبين، وشراء الأصوات. .
اذكر ان احد المرشحين في البصرة كان يمنح ورقة من فئة 100 دولار لكل ناخب، حتى جمع من الاصوات ما جعله يتصدر قوائم الفائزين في الدورات السابقة. .
وللدكاكين الاقتصادية اساليبها المريبة والمخفية في جمع وتبييض المال الأسود، ولهذه الدكاكين علاقات متينة ومحاطة بأسوار عالية من التعتيم والسرية مع رجال الدولة. .
وفي عالم الصحافة والاعلام مبالغ هائلة من المال الأسود تمنحها الانظمة السياسية الفاسدة لبعض الأبواق المعروضة للبيع، ولشراء ذمم حارقي البخور، من أجل تجميل صورة القائد الضرورة، وقد توسعت كشوفات هذه الاموال حتى صارت ضمن أولويات مدراء المحاصصة في معظم البلدان، وتلقى مركز حماية وحرية الصحفيين ببالغ القلق الاتهامات التي تناقلتها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتلقي رؤساء تحرير بعض الصحف والمجلات رشاوى من مدراء المخابرات في بعض البلدان، في حين لم يكن لنقابات الصحفيين أي دور في التصدي لظاهرة شراء الذمم بالمال الأسود، على الرغم من كل الكلام الذي كان يثار عن صحفيين ومؤسسات إعلامية كانت تقبض ثمن مواقفها من وقت لآخر. .