بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
توجهت بلدان العالم منذ سنوات نحو تشكيل مجموعات اقتصادية مشتركة. فقد نشأت مجموعة الدول السبع (G-7) عام 1975، وضمت الدول الصناعية الرائدة في العالم، وهي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية وإيطاليا وكندا واليابان. .
وفي عام 2000 تأسست المجموعة الاقتصادية الأوروآسيوية EAEC لكنها لم تصمد طويلا فتوقفت عام 2015. .
وفي عام 2006 تأسست مجموعة BRICS وكانت تتكون من 5 دول، اما أسمها فهو مختصر للحروف الأولى باللغة الإنجليزية للدول المكونة للمنظمة على النحو التالي: البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب إفريقيا. .
وتأسست مجموعة TDT سنة 2009 وتضم تركيا واذربيجان وكازاخستان وقد انضمت إليها قبرص الشمالية كعضو مراقب. .
وهناك مجاميع ومنظمات دولية أخرى، معظمها ذات طابع اقتصادي، وربما تجمعها روابط قومية، أو مناطقيه أو تحالفات عسكرية، لكن اللافت للنظر ان حالة الخمول والسُبات التي تمر بها منظمة الجامعة العربية هي التي اضطرت بعض البلدان العربية إلى البحث عن تحالفات إقليمية كمجلس التعاون العربي، أو الالتحاق بالمنظمات والمجاميع الدولية كمجموعة BRICS، التي إرتفعت أسهمها في الآونة الأخيرة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وهنالك عدة دول تبحث عن الانضمام إلى تكتلات تحقق لها نوعاً من القطبية الاقتصادية، خصوصاً مع بحث روسيا عن شركاء داعمين لها في مواجهة العقوبات الاقتصادية الغربية، وقد بحثت مجموعة BRICS انضمام السعودية ومصر والجزائر، وذلك في محاولة لتوسيع حظيرتها لتضم عدداً من الدول العربية، في حين تنذر الأزمة المغربية الجزائرية بمستقبل قاتم لمنطقة المغرب الكبير قد يؤدي به إلى الانقسام، في ظل لجوء كل من الرباط والجزائر إلى البحث عن تحالفات مع دول في المنطقة، أو مع القوى الكبرى، وفق ما أجمعت عليه التقارير الإعلامية. .
ختاماً: لا نريد الخوض في ايجابيات وسلبيات انضمام العرب إلى هذه المجموعات والمنظمات، لكن تشتت القوافل العربية، وميولها في البحث عن الحاضنات الإسيوية يعزا إلى الانحسار التدريجي للدور الأمريكي في المنطقة، ويعزا إلى طبيعة التعامل غير المجدي مع مومياء منظمة الجامعة العربية، التي لا تجمع ولا تنفع، ولم يعد لها أي دور يُذكر على أرض الواقع العربي. . .