بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
ما ان يجتاز الطالب مرحلة الدراسة الاعدادية حتى يجد نفسه خاضعا لشروط وضوابط القبول المركزي في الجامعات، والتي يعبرون عنها في العراق (الانسيابية). وهنا تبدأ التداعيات والمفارقات، التي سيكون ضحيتها الطالب نفسه في السنوات القادمة. وسيكون مصيره مرهوناً بمعدلاته وبالشكل التالي:-
- يختار أصحاب المعدلات العالية (+95%) كليات الطب والهندسة بكل تفرعاتها. .
- اما المعدلات من 95 – 85 % فيختارون كليات العلوم والادارة والاقتصاد ليصبحوا بعد تخرجهم مدراء يتحكمون بتحركات الاطباء والمهندسين. .
- اما المعدلات من 85 – 75 % فيختارون كليات السياسة والقانون والعلوم الإنسانية وهم الذين سيكون لهم شأن كبير في عالم القضاء والسياسة فيتحكمون بمصير الفئتين الاولى والثانية. .
- اما المعدلات من 75 – 65 % فيتوجهون إلى كليات الشرطة والجيش ليصبحوا قادة للفيالق والفرق الحربية، وربما يعملون في أجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية، ويصبح بإمكانهم إخضاع الفئات السابقة للتحري والتحقيق، وربما التعذيب. .
- اما المعدلات من 65 – 50 % فيتوجهون إلى كليات الفقه والشريعة ليصبحوا أئمة وخطباء في المساجد، فيصطف وراءهم كل الخريجين لاداء الصلاة، وتكون لهم الصدارة في المجالس والولائم. .
- اما الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح، والذين لم يكملوا تعليمهم، فيصبحون قادة للمكونات المسلحة، أو ينضمون إلى فصيل وجهاء المجتمع العشائري، ويصبح بيدهم الحل والعقد في التصدي للنزاعات القبلية التي قد تواجهها الفئات كلها. .
المشكلة ان المجتمع العراقي ظل يرزح حتى الآن تحت سلطة النظام العشائري، الذي صار يشكل رعباً للطبيب في عيادته، والمهندس في ورشته، والمعلم في مدرسته، وظل السلاح المنفلت يتسيد الموقف في النزاعات العشائرية التي راح ضحيتها الآلاف حتى الآن. .
ولله في خلقه شؤون. .