بقلم المهندس الاستشاري:- حيدر عبدالجبار البطاط ..
الملحدون يقولون !!
لا يمكن التحقق من أي شئ إلا من خلال العلم التجريبي؟
لا يمكن إثبات الوجود الإلهي بالمنهج العلمي لذلك لن نؤمن به؟؟
هذا ما يحتج بها ملاحدة العصر الحديث في عدم الإيمان
و هنا اقول لهم
العلم التجريبي نفسه يحوي الكثير من الحقائق الغير مثبتة تجريبيا!!
نجد مثلا انه لا يوجد اي عالم منصف يقول انه رصد الجاذبية او الفوتون او الكوارتز ، بل نحن نرصد آثارهم فقط ولا نرصدهم بذاتهم ، ومع ذلك فمعظم العلوم تقوم على هذه الحقائق الغير مرصودة تجريبيا وانما مرصودة آثارها فقط !!
وهنا نلاحظ إزدواجية المعايير ؛ حيث يقبلون ويسلمون بهذه الأشياء كحقائق علمية على الرغم من عدم رصدها وفي نفس الوقت يرفضون الإيمان بالله لأنه – عز وجل – لا يمكن رصده بذاته من خلال العلم التجريبي ويمكن رصد آثاره في كل أرجاء الكون بداية من الكوارك وانتهاء بالمجرات !!
فلما هذا التناقض ؟؟
هل العلم التجريبي يمكنه البحث في كل شئ ؟!!
كلا هناك الكثير من الاشياء والعلوم التي لا دخل للعلم التجريبي فيها!!
مثل علم التاريخ فلا يمكن تجربته نهائيا حتى وان وجدنا رسومات و مخطوطات فما الذي ادراك ان صاحبها لم يكذب ويزور تاريخ عصرهم ليخدعنا !!
فلا يمكنك التحقق من هذه الاخبار تجريبيا ، فيبقى الأمر إذاً معتمداً على مدى موثوقية وصدق من نقل لنا هذا التاريخ ولا دخل للعلم التجريبي في ذلك ، ومع ذلك فجميع البشر يأخذون ويحتجون بعلم التاريخ في كافة حياتهم.
فحين تتذاكر انت و أصدقائك ذكريات قديمة فلا يقول احد للاخر اني لا اتذكر تلك الاحداث فعليك ان تثبتها لي من خلال العلم التجريبي!!
بالطبع لا يوجد عاقل يفعل ذلك
وعندنا العقل البشري والادراك والمشاعر وكل المعنويات لا دخل للعلم التجريبي في اثباتها ولا نفيها ومع ذلك لا يوجد عاقل يقول لن أصدق بوجود الوعي والمشاعر وكافة المعنويات إلا إذا أثبتها العلم التجريبي!!