بقلم :- المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..
بعد انتهاء حرب 2003 اصبح من الضروري الاسراع باعادة اعمار شركة نفط الجنوب لاستمرار انتاج و تصدير النفط الذي هو المصدر الوحيد للايرادات المالية للعراق لادامة الحياة في العراق الجريح المدمر.
و كان واقع عمل شركة نفط الجنوب يمتد من ps4 في الرمادي شمالاً الى راس البيشة في الفاو جنوبا !!
استوجب اصلاح جميع الاضرار في المنشات النفطية و الانابيب في مناطق خطرة جدا
و من اجل هذا تم اصدار امر اداري بتشكيل جديد تحت اسم ( الطواري و معالجة الحالات الطارئة) و تم تسميتي رئيس لهذا التشكيل !!
كانت مهمتي اعادة اعمار و اصلاح الأضرار في المنشآت النفطيـة و الأنابيب الناتجة من الحرب او من اعمال التخريب سواء من عصابات التهريب او من تنظيم القاعدة وبموجبه تم تخويلي بصلاحية المدير العام لإدارة الإعمال فـي حـالات الطوارئ !!؟؟
كنت اقوم باعمار و تصليح الاضرار الناجمة من تخريب المنشات النفطية من قبل عصابات التهريب و تنظيم القاعدة في الرمادي مرة و الرزازه مره اخرى و النجف و السماوة و شمال و جنوب البصرة في مناطق خطرة جدا من الناحية الامنية !!
تعرضت عشرات المرات للرمي و المواجه مع هذه العصابات و كنت انا و الفريق المرافق معي من الفنيين و الحمايات لا نهتم بالموت و كانت انجازاتنا جهاد بمعنى الكلمة لغرض ادامة الانتاج النفطي !!
في ذلك الوقت اسندت لي عدة مناصب مهمة في وقت واحد ؟!
(( مدير قسم التشييد و مدير الطواري و مدير مشروع انابيب الغاز و تورباينات توليد الكهرباء الحقلي و رئيس لجان مشاريع مد انابيب الجريان في المناطق الخطيرة امنياً و مشاريع نصب المنشات النفطية ))
كان الكل يهرب من المسؤولية لانها تعني مواجهة المخاطر التي قد تودي الى القتل !!
كنا نعمل بالخبرات العراقية العظيمة و بالجهد الوطني 100% كانت ادارة و تنفيذ العمل من قبل المجاهدين العراقيين الابطال الذين كانو يقتحمون العمل الشاق الذي يستوجب اعمال اللحام و الفصال بدرجات حرارة عالية جدا مع وجود النفط و الغاز !!
و كنا في حالة اشتباكات مستمر مع المخربين و العصابات الاجرامية تصل الى حالات المواجهات بالاسلحة الخفيفة من اجل اتمام العمل و ادامة التصدير ؟؟
كان هدفنا انا و المجاميع العاملة معي في جميع المواقع النفطية من الرمادي شمالاً الى الفاو جنوباً هو ادامة تصدير النفط و توفير السيولة النقدية للعراق.
كان عملنا منذ 2003 – 2009 يضاهي و يتفوق على جميع اعمال شركات التراخيص مجتمعة و بكلف تقارب الصفر اذا ما قورنت بتكاليف شركات التراخيص اللعينة التي جاءت لتقتل العقل العراقي و تؤسس الى جيل من العاطلين عن العمل !!
اضافة لما جاء اعلاه كنت شخصياً اساند جميع الشركات النفطية العاملة و كانوا يلجؤون لي للتدخل بجميع المشاكل التي يتعرضون لها في ذلك الوقت !!
عندما كان الموت يلوح فوق الرؤوس كان الكل يرفض ان يستلم مسؤولية و يختبأ في المنزل ؟؟
كنت الوحيد المتصدي للمسؤوليات التي تستوجب التعرض للصعاب الفنية و الادارية و قد نلجأ الى الصدام مع العصابات و مافيات التهريب ؟؟
و بعد 2008 عندما استقر الوضع و ذهب شبح الموت خرج الجبناء المختبئون و المنتفعون ليطالبوا بالمناصب و المنافع بعد ان كانوا يتسترون في ظل المجاهدين الحقيقيين الذين بذلوا الغالي و النفيس من اجل الوطن !!
في ذلك الوقت كانت مئات كتب الشكر و التقدير تصدر باسمي من الوزارة و من داخل شركة نفط الجنوب و من خارجها !!
و سوف اعرض ثلاث من هذه الكتب فقط في اوقات مختلفة !!
كتاب شركة المشاريع النفطية 1562 في 2004/2/18 بتوقيع الاستاذ احمد الشماع !!
كتاب شركة نفط الجنوب 7845 في 2006/4/12
بتوقيع الاستاذ كفاح كامل نعمان !!
و ينص لقيامي بالعمل في المناطق الصعبة التي لا يصل لها احد و لقيامي بزيادة الصادرات النفطية !!
كتاب شركة المشاريع النفطية 7700 في 2016/8/21 !!
بتوقيع نهاد موسى
تذليل المعوقات و حسم النزاعات العشائرية !!
و في الختام لا بد ان اذكر باني كنت المعترض الاول و الوحيد على جولات التراخيص عندما طرحها وزير النفط حسين الشهرستاني في بداية 2009 اثناء اجتماع في دار استراحة نفط الجنوب على كورنيش شط العرب و كان المساند الوحيد لاعتراضي في الاستاذ الكبير كفاح كامل نعمان عندما قال لي بالحرف الواحد بعد انتهاء الاجتماع ( لقد اغتاليتني و اغتاليت نفسك بهذا الاعتراض) !!
و هناك اسرار كبيرة سوف تعلن للتاريخ و للاجيال ليعلموا … حجم المؤامرة التي احيكت لتدمير ثروات البلاد و تجهيل المجتمع من اجل السيطرة على مقدراته !!