بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
المؤسف له ان أتحاد أدباء البصرة يتصرف على وجه العموم كمنظمة نقابية تتعامل حصرياً مع الأعضاء المواظبين على الحضور في النقابة، ويتعامل الإتحاد مزاجياً مع نخبة منتقاة من الأدباء والكتاب الذين يترددون من وقت لآخر على المقر، اما المنتديات والمنصات، ومنها (منتدى البصرة الثقافي) لصاحبه محمد عبد الرضا فهو مخصص لمجموعة محددة من الكتاب والصحفيين. .
فالذين يشكلون اليوم الواجهة المقروءة في المشهد الثقافي البصري هم الذين يتبادلون الجوائز والهدايا فيما بينهم، ثم يتضاءلون في حلقات ومساحات صغيرة. تنكمش وتضيق حتى تتمحور وتتكور في بؤر متقزمة كما الثقوب الفضائية السوداء تبتلع الماضي الجميل، وتختفي فيها منجزات أدباء البصرة كلهم إبتداءً من خلف الأحمر إلى احمد مطر. وبالتالي فانها ستفقد ذاكرتها الأدبية، إن لم تكن فقدتها بالفعل بسبب أعراض الزهايمر الثقافي. وليس لها أي ارتباط الآن بالرواد المغتربين الذين أشادت بهم الصالونات والمحافل الأدبية حول العالم. .
خذ على سبيل المثال الروائي الكبير (الدكتور ذياب الطائي) الذي يعود له الفضل في توثيق مراحل النهضة الفكرية والصحفية في البصرة من الألف إلى الياء. وله أكثر من 5 مؤلفات في الشأن الصحفي. ولديه 14 رواية، فازت واحدة بالجائزة الثالثة في العراق، وفازت أخرى بالجائزة الثانية في مسابقات وزارة الثقافة، وقد طبعتها الوزارة على نفقتها، وكتب عنها أستاذ في جامعة ذي قار مقالة نقدية بأكثر من عشرين صفحة. نشرها في مجلة الجامعة. ولديه 6 مؤلفات في الاقتصاد، وكتاب مرموق في النقد الأدبي بعنوان: (الرواية الاماراتية الحديثة)، وكتاب: (مقاربات نقدية في شعر حبيب الصايغ). ومجموعة كبيرة من المؤلفات في الصحافة والاعلام. .
احتفظ في مكتبتي حتى الآن بنسخة من كتابه الموسوم: (تاريخ الصحافة في البصرة من 1889 – 2009) الصادر عن دار الينابيع في دمشق، بطبعته الأولى عام 2010. وهو سجل كبير يتناول فيه تاريخ طويل يمتد من الاحتلال التركي حتى الاحتلال البريطاني، ثم تاريخ الصحافة منذ الحكم الوطني عام 1921 لغاية عام 2009. وسوف استعرض رواياته كلها في المقالات اللاحقة. .
اسمع من وقت لآخر مناشدات الكاتب الغيور (زكي الديراوي) ومطالباته الجادة ومساعيه الحثيثة لتفعيل نشاطات اتحاد الكتاب في البصرة، والتي تلقى استحسان الجميع في الداخل والخارج. لكنها لم تصل حتى الآن إلى مستوى الطموح المنشود. .
وللحديث بقية. . .