بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
أحيانا ننشغل لساعات وأيام في قراءة الكتب والمقالات من أجل إشباع فضولنا في البحث عن حقيقة الكائنات التي تعيش خارج الأرض في هذا الكون الفسيح. من دون ان ننتبه إلى الكائنات الغريبة التي تعيش معنا فوق سطح الأرض، والتي تعمل معنا وتربطنا بها علاقات الزمالة والجوار والانتماء الوطني، أو تكون موجودة في البلدان الأخرى. .
كائنات يبدو لنا انها بشرية من حيث الشكل، لكنها ليست من فصيلة الأوادم، ويتعذر علينا فهمها ومعرفة اهدافها وتوجهاتها. .
قبل بضعة أيام قرأت ملايين التعليقات التي كانت تترحم كلها على موت مجرم كان يتسلى بقتل الأبرياء، ويمضي ليله ونهاره في السكر والعربدة واغتصاب القاصرات وارتكاب الفواحش. .
وشاهدت جموع غفيرة من شيوخ العشائر ووجهاء المجتمع ورجال الدين والأساتذة وعامة الناس يشاركون في تشييع جنازة تاجر مخدرات. .
وتذكرت أيضاً كيف منحوا جائزة نوبل للسلام إلى (مناحيم بيجن) الذي إرتكب مجررة دير ياسين، وكيف منحوها إلى (شمعون بيريز) مرتكب مذبحة قانا، ومنحوها إلى (أون سان سوتشي) مرتبكة مذبحة الروهينغا ؟. .
وصدق معرّي اليمن (عبدالله البردوني) عندما قال: عجز الكلام عن الكلام والنور أطفأه الظلام. والذئب أمسى حارساً يحمي الأرانب والحمام. والكلبُ سيدُ قومه في الكهف يقتات العظام. والطهر يبني حاجزاً بين الرعية والإمام. .
فالأوادم فوق سطح الأرض هم الفئة القليلة المناصرة للحق، بينما تقف المخلوقات غير الآدمية مع الظالم والمستهتر والقوي والطاغية والمتسلط. فلا تعجب من مؤازرتهم للمجرمين، ولا تندهش من تمجيدهم للقتلة والسفلة وأصحاب الضمائر المعطوبة. فالطيور في هذا الكون الفسيح على أشكالها تقع. .
البارحة شاهدت صورة لشجرة واحدة متشبثة بجذورها أوقفت شاحنة محملة بعشرات الأشجار المُجتثة من جذورها. كانت تلك الصورة رسالة تحمل أكثر من معنى. فمتى ما فكر الإنسان أن يكون آدمياً من الجنس البشري يتعين عليه ان يتمسك بمكارم الأخلاق، ويتمسك بالمبادئ السامية. ويقطع علاقته بالكائنات غير الآدمية. . .