بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
نحن الآن على وشك تلقي الأخبار المحزنة حول وقوع الكارثة الثانية التي يخطط لها حلف النيتو منذ مدة في أوكرانيا. .
فقد وقعت الكارثة الاولى بتدبير وتخطيط مسبق من النيتو. وتمثلت بتفجير سد (نوفا كاخوفكا)، الذي يعد من أكبر السدود والخزانات المقامة على نهر دنيبرو وأكثرها أهمية، فهو يحمي الأمن المائي والغذائي والطاقوي لجنوب خيرسون وشبه جزيرة القرم. وكانت حصة الفيضانات الجارفة من نصيب القطعات الروسية التي غمرتها المياه. وكانت الضربة متقنة ومدروسة لإغراق الروس والحد من قوتهم الضاربة. .
اما الآن فيجري التخطيط لتفجير مفاعل محطة زاباروجيا النووية في خطوتهم القادمة، وتوجيه الاتهامات إلى الروس، وذلك في ضوء ما جاء على لسان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (كيريلو بودانوف)، الذي قال: إن روسيا تعد العدة لتفجير المحطة. وزعهم أيضاً ان روسيا فخخت بركة التبريد الخاصة بوحدات الطاقة، وأن خروج المحطة من الخدمة سيؤدي إلى ذوبان مفاعلاتها في غضون مدة قصيرة تتراوح بين 10 ساعات وأسبوعين، وان انفجارها سيتسبب بكارثة نووية. .
والحقيقة ان روسيا كانت على علم مسبق بنوايا النيتو، فاطلقت تحذيراتها بهذا الشأن منذ العام الماضي، واتهمت أوكرانيا بقصف المحطة، بينما كانت واشنطن تطالب بتحييدها في العام الماضي، باعتبارها محطة منزوعة السلاح. .
اما الآن ونحن في منتصف عام 2023 فقد باشرت القوات الأوكرانية بقصفت محيط المحطة 7 مرات، وكانت تستهدف بنيتها التحتية، وتهدد سلامتها النووية في كل مرة. .
وكان وزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) مدركاً لتداعيات الكارثة قبل وقوعها، فسارع لإبلاغ نظيره الفرنسي (سيباستيان ليكورنو): بأن استهداف المحطة من قبل القوات الأوكرانية يمكن أن يتسبب في تعطيل التشغيل الآمن لها. ثم توالت التحذيرات الروسية من مخاطر حدوث فيضانات حول المحطة، وتعتزم الآن نقل سكان 18 مستوطنة لمناطق أكثر أماناً. .
لم تعد المواقف هادئة في الميدان الغربي، فقد قضت إستراتيجية الأرض المحروقة (Scorched earth policy) بتدمير كل المنشآت التي قد تستفيد منها روسيا، أو التي قد تتسبب بتوريطها بمشاكل استثنائية خارج نطاق العمليات التعبوية. .
في هذا السياق، أكد مسؤولون محليون ومقاتلون ان الجيش الروسي اعتمد في بعض المحاور القتالية على سياسة الأرض المحروقة. وبالتالي فاننا على موعد مع كارثة نووية باتت وشيكة الوقوع بين ليلة وضحاها. .