بقلم: اياد السماوي ..
الكلمة التي القاها السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في الاحتفال الرسمي الأول في تاريخ الدولة العراقية بمناسبة عيد الغدير الأغر ، هي أشجع كلمة حق تفوّه بها مسؤول عراقي رفيع في الدولة منذ سقوط الديكتاتورية وحتى هذه اللحظة .. فالسوداني الذي وقف أمام الجميع شامخا وقويا وواضحا ، لم يتردد في تذكير الجالسين أمامه ، بأنّ الاحتفال بالغدير العظيم وتبادل التهاني ، يجب أن يخرج من ساحة القول إلى ساحة الفعل ، وعلي الذي نحتفل بولايته إمامًا منصبّا من الله تعالى في يوم الغدير المبارك الذي أكمل الله فيه دينه وأتمّ فيه نعمته على المسلمين ، كان نبراسا ومثالا للزهد والتقوى والعدل ومثالا للنزاهة وعدم الاستئثار بالسلطة وتفضيل المصلحة الخاصة على مصالح الناس العامة ، فقد ضرب عليه السلام أروع الأمثلة في الحق والعدل والمساواة .. وعهده الذي بعثه لمالك الأشتر ، كان خير نظام للحكم والإدارة ورعاية مصالح الناس العامة وتحقيق العدالة والمساواة .. ومن هذا المنطلق فإنّ الذي يبايع علي بن أبي طالب على الولاية ، ينبغي عليه أولا أن يتخلّق بأخلاق علي في الزهد والعدل والتقوى وينتهج نظريته في الحكم التي عبرّ عنها في عهده لمالك الأشتر .. ومن يرفض السير على منهاج علي في الحكم والإدارة ، فهو ليس من أصحاب عليّ ولن يكون في الآخرة من الذين تنالهم شفاعته ، أمّا أن ندّعي كذبا وزورا أننا من أصحاب عليّ ونسلك سلوك بني أميّة وبني العباس في الحكم ونتخلّق بأخلاق حكامهم في إدارتهم للسلطة ، فهذا أمر يجب أن ينتهي ابتداء من هذا اليوم ، وعلينا جميعا أن نطّبق مبادئ علي في الحكم والإدارة والعدل بين الرعية .. وليكن شعار المرحلة القادمة .. لا للفساد والنهب للمال العام .. لا للاقتصاديات الحزبية في وزارات ومؤسسات الدولة .. لا لتغليب المصالح الخاصة والمصالح الحزبية على مصالح الناس العامة .. لا للتهاون مع سرّاق المال العام والفاسدين .. ولنكون يدا واحدة بوجه الفساد والفاسدين .. فقد حان الوقت للخروج من ساحة الأقوال إلى ساحة الأفعال ..
أياد السماوي
في ٩ / ٧ / ٢٠٢٣