بقلم: زاهدة العسافي ..
الزراعة شريان مهم للحياة وكان الانسان البدائي اكتشفه وكانت السبق لبلاد ما بين النهرين وحصل التجمع البشري على شكل تجمعات وكانت المدن وكانت العقيدة الدينية وكان التاريخ يسجل ايام ونشاطات وكل ما يخصهم ، لان الانسان يأخذ مباشرة ما يحتاجه من ارضه وتتنوع هذه الزراعة ان تدخل في الصناعة والتجارة والدخل اليومي والسنوي للفرد والاسرة ثم الدخل الوطني او ما يسمى بالدخل القومي .. هذه الصورة الصادقة لحياة الانسان كيف لها اذا تعرضت للاعتداء بتغيير مسار الانهار من منابعها وجرف الاشجار وتعرض المجتمع للنزوح والهجرة القسرية وكسر السوق المحلي وترحيل الفلاح الى عالم آخر غير عالم الارض والزراعة لعدم تمكنه من البذار وحجب الالات والبذور عنه وتحويله الى انسان يدخل في اعداد البطالة بإرادة غير ارادته ونظام يعتلي على تل الاهمال لمصير البشر ويغض طرفه عن كل ادوات الحياة ومنابعها ومنافذها تحت لواء لا يفهم بمؤسسة الدولة وادارتها وتنأى عن نفسها امام هذه الامانة والمسؤولية ..
وتمر السنوات .. سنوات قحط وجدب وما يزرعه من بقي من الفلاحين لا يتم تسويقه لان هناك من نريد أن نسوقه له رغم الشعب ومصالحه ..
ثم هنالك رجال عاهدوا الله ومن ينزوون تحت عباءتهم ان يبقى العراق الملاق قاصراً عديم الاهلية ينقاد من لا ود لديهم لهذا العراق .. الذي تربع على تل الاهمال والتصحر وهدر كل ثرواته نحو جيوب مجهولين امام اتهام جهة لاخرى او فئات ضالة عشقت السرقة والمال الحرام على حساب كرامة شعب بأكمله .
نهر النيل في مصر اعتقد يعبر على طول ارض الكنانة والزراعة جعلت منها قطعة خضراء فيها تتنوع كل الخضرة والفاكهة والرز وقصب السكر والقطن ولا تتردد عن اهمال شبر واحد من ارضها بزراعتها وسقيها من ماء القلب لكي يحيا الشعب دون عوز او حاجة .
ما اعرف سبب وجود كلية الزراعة في جامعاتنا واين يذهب خريجي هذه الجامعات من ارض العراق ونخلها .