بقلم: فالح حسون الدراجي ..
يعد الفنان فاروق هلال واحداً من أهم الأسماء في تاريخ الفن العراقي، بل هو ركن أساسي وفاعل من أركان البناء الفني والثقافي في العراق.. والرجل لا يختصر دوره في الريادة الغنائية أو اللحنية فحسب، إنما يتعدى منجزه فضاء الميدان الموسيقي الى فضاءات أخرى متعددة.. واليوم إذ يرقد هذا الفنان و(الإنسان) الكبير على فراش العافية اثر تعرضه لأزمة صحية خطيرة، اجتازها بشجاعة، ولم يبق من تداعياتها إلا القليل، فإن من المؤمل ان يغادر الأزمة تماماً، بعد أن غادر مدينة الطب، ليكمل شفاءه في مسكنه.
ولعل الشيء المفرح في الاخبار التي تردني من العراق أن وضعه الصحي مستقر الآن، لكنه يحتاج حسب رأي الأطباء الى متابعة مستمرة، رغم الاجراءات اللازمة التي اجريت له لمواجهة آثار وتداعيات (الجلطة) .. وما أفرحني أيضاً، هو الاهتمام الشعبي والرسمي الذي حظي به الأستاذ فاروق هلال من قبل المسؤولين والفنانين وعموم الجمهور العراقي، إذ زاره وزيرا الصحة والثقافة وعدد غير قليل من الفنانين، يتقدمهم نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي.. فضلاً عن عشرات الباقات من الورد التي غصت بها الغرفة التي كان يرقد فيها بالمستشفى.. وأغلب هذا الورد جاء من مواطنين ربما لا يعرفهم فاروق، ناهيك من الكلمات الحلوة والامنيات العطرة التي أطلقتها قلوب وألسن العراقيين عبر صفحات الصحف والاذاعات والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، وكلها تتمنى له العافية وترجو له السلامة والشفاء العاجل.. كما كان لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني موقف ناصع في هذا المشهد الباهر، حيث أوعز الى المختصين بالاهتمام الكامل بالفنان العراقي الكبير فاروق هلال .. إن الاهتمام العالي والفائق بـ(ملحن ومطرب عراقي) وفي هذا الوقت تحديداً، هو بمثابة استفتاء عام على أهمية الفن، وقيمة الفنان العراقي، خصوصاً عندما يكون الفنان بحجم وقيمة فاروق هلال .. وما هذا الحب، والورد، والكلمات الجميلة التي قيلت بحقه، إلا جائزة قيّمة تقدم الى جميع فناني العراق وليس للفنان فاروق هلال وحده.
وطبعاً فإن فاروق هلال يستحق كل ذلك بل أكثر..
فهو المطرب الذي قدم بصوته أحلى الأغنيات، ولعل أغنية (تعاليلي) التي غناها فاروق قبل اكثر من نصف قرن، لا تقل عندي روعة ورقة ورومانسية عن أحلى أغنيات عبد الحليم حافظ .. ورغم أن الفنان عبد الله الرويشد أعاد تسجيلها بصوته، لكنه لم يستطع الوصول الى تلك العذوبة التي تدفقت بها (روحية) فاروق هلال وهو يهمس (لها) بكل حميمية متوسلاً : (تعاليلي.. تعالي وگطري حنيه.. تعاليلي .. عذاب و حرگه ما بيه ) ..!
وفاروق هو الملحن الفذ، الذي قدم للأغنية أكثر من ستين لحناً مميزاً ومختلفاً عن الالحان الأخرى، حتى باتت الحانه ملمحاً مهماً من ملامح الجمال الباذخ في وجه الأغنية العراقية .. وكم تمنيت أن اذكر هنا بعضاً من هذه الالحان، لكن مساحة المقال لا تسمح بذلك..
وفاروق هلال ليس مطرباً وملحناً وموسيقياً بارعاً وفذاً فحسب، إنما كان لوحده مؤسسة فنية متكاملة، بل هو وزارة ثقافية وتربوية، تخرج من تحت يديه عشرات المطربين والملحنين والموسيقيين وعدد من الشعراء الغنائيين أيضاً.. ولنفس السبب لا أستطيع ذكر هذه الأسماء المبدعة..
لقد كان فاروق هلال مثقفاً، فهو قارئ نهم، ومتابع، ومحترف، وحين كنت أجري معه حواراً صحفياً، لم اكن أعاني معه مثلما أعاني مع غيره، فقد كان فاروق يسلمني الاجوبة جاهزة، مكتوبة بخطه الانيق، ولغته الباهرة، وشجاعته في تشخيص العلل الفنية، والثقافية..لذلك كنت أبعث أجوبته مباشرة الى رئيس قسمي في الجريدة دون أي جهد، سوى وضع المقدمة، وادراج الاسئلة.
وفاروق هلال -وهذا يجب ذكره- كان يمثل ذروة القيم الأخلاقية والسلوك الإجتماعي المتزن والمنضبط، وقد تأكد ذلك عبر مسيرته الفنية التي امتدت لستة عقود تقريباً، كان فيها الرجل مثالاً حياً، وقدوة ناصعة للاجيال الفنية المتعاقبة، ولم يكن الرجل حريصاً على نصاعة سمعته، واسمه فحسب، إنما كان حريصاً على سمعة عشرات الشباب والشابات الذين كانوا بمعيته، لذلك كانت الكثير من العوائل العراقية الكريمة تبعث بناتها وأبناءها للانخراط بالفرق الغنائية والموسيقية التي يشرف عليها فاروق هلال، وهي مطمئنة تماماً..
وأنا لا أريد أن أتحدث في هذا المقال المحدود عن (بناء) فاروق هلال الفني، ومشروعه الوطني والأخلاقي، لأن منجزه أكبر من أن اختصره في مقال..
لكني أستطيع – وللتاريخ – الحديث عن أمور أخرى ربما لا يعرفها غيري، أو قد يعرفها عدد قليل جداً من المقربين اليه، ولعل سبب معرفتي بجزء يسير من خصوصيات هذا الفنان، و(الإنسان) يعود للعلاقة الفنية والأخوية الوثيقة واليومية التي كانت بيننا منذ مطلع الثمانينيات حتى مغادرتي العراق في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ويكفي أن آخر أغنية سجلها الأستاذ فاروق بصوته قبل سنوات قليلة، كانت من كلماتي، وهي بعنوان (راح أموت وما أشوفك ياعراق)، وقد كتبتها في غربتي وأنا في حالة يأس تام قبل سقوط النظام، فسمعها تلفونياً مني، وقام بتسجيلها بصوته في مصر، ليتوقف فاروق هلال بعدها تماماً عن الغناء بصوته، علماً بأنه اعتزل الغناء منذ السبعينيات تقريباً متفرغاً للتلحين .. عدا مساهماته في بعض (الگعدات) التي (يسلطن) فيها، فكان يمتعنا بروائعه،وهو يعزف ويغني (اسألت عنك) أو ( ردت أنساك) أو ( علمني عليك) أو رائعة عبد الوهاب (من غير ليه)، وعندما كان يصل لكلمة (حبيبي ..حبيبي، كل ما فيك يحبيبي حبيبي)، كنا نشعر أن قلبه يتمزق وجعاً.. ولا أبالغ لو قلت إن فاروق هلال كان أفضل من نطق كلمة : حبيبي ..! وللانصاف أقول، إني ومذ تعرفت على الرجل قبل أكثر من أربعين عاماً، لم أره يوماً بغير الشكل والجوهر الذي عرفته به.. فقد كان في كل السنين والأيام ومختلف الظروف: رصيناً، جاداً، نبيلاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، رحوماً عطوفاً، لكنه قاس حين يتعلق الأمر بالالتزام، فهو لا يجامل ولا (ينكسر قلبه) قط، في قضية تخص الفن أو ضوابط وشروط مهنية.. فقد كان يقسو – بالكلام طبعاً – على المغني أو الملحن الشاب الذي لا يجيد العزف مثلاً على آلة موسيقية، فكان يرفض تقديمه عبر برنامجه الغنائي الشهير ( أصوات شابة) قبل أن يتعلم بعض المبادئ الموسيقية البسيطة، حتى لو كان المتقدم موهوباً جداً، فكان يقول له لازمته الشهيرة علناً : ( روح إبني تعلم عود وتعال )!! وقد استفاد الكثير من الفنانين الشباب من هذه (القسوة)، وعادوا اليه بعد أن درسوا وتعلموا، وهم اليوم نجوم لامعة في سماء الفن العراقي.
ومثلما كان فاروق هلال نزيهاً، نظيف اليد، وصادقاً لايكذب، كان ولم يزل ايضاً، مهذباً غاية التهذيب، عفيف اللسان .. فهو من الفنانين القلائل الذين لا تسمع منهم كلمة نابية قط.. لذلك تجد كل أصدقائه وجلاسه والمقربين اليه من ذات النوعية المهذبة جداً.. حتى أني لم أسمعه يوماً يناديني باسمي دون أن يسبقه بكلمة (أستاذ فالح) أو ( أبو حسون)، والشيء نفسه يفعله مع البقية ..
ورغم أن فاروق كان محباً للحياة، والجمال، والسهر، وكان يبدو امام الجميع فرحاً وسعيداً، إلا أني كنت أراه غير ذلك.. فقد كان ثمة خيط حزن شفيف يرتسم بين عينيه دائماً.. وكنت أشعر بأن في قلب هذا الرجل جرحاً خفياً، جرحاً يمنعه من الشعور بالسعادة المطلقة.. ولأني أعرف مزاجه وطبعه، فقد منعت نفسي من التوجه اليه بأي سؤال عن سر هذا الأسى الخفي، رغم قربي الشديد منه، لكن صديقاً مقرباً جداً اليه، أسرّ لي يوماً، بأن فاروق هلال كان (شيوعياً) بنهاية خمسينيات ومطلع ستينيات القرن الماضي، وقد تعرض للأذى بسبب افكاره اليسارية، كالسجن والفصل من وظيفته (كان معلم نشيد وموسيقى)، وقد غادر بعدها الميدان السياسي تماماً، مما ترك جرحاً في قلبه.. بينما قال لي صديق آخر إن الحزن الذي تراه في عينيه، ما هو إلا بسبب مرارة الأشواق، وخيبة الحب، ووجع المعاناة العاطفية التي كابدها الرجل، إذ أحب فاروق (أميرة) تنتسب الى قبيلة عراقية عربية كبيرة، وكان حبه لها شريفاً طاهراً، لكن أهلها رفضوا زواجها من (فنان) حتى لو كان فاروق هلال، فظل فاروق وفياً لها، وظلت هي وفية له، ولم يتزوجا حتى اليوم.
وقد أتاحت لنا الظروف والأقدار أن نلتقيها أنا وزوجتي، بعد سنوات، وقد وجدت من الخصال الطيبة في هذه المرأة الكريمة، ما يبرر لفاروق حبه ووفاءه لها، حتى أني ومن فرط اعجابي بها وبشخصها، كتبت لها أغنية وجدانية بعنوان (الأميرة)، لحنها وغناها الفنان المبدع جمعة العربي، صاحب الصوت، والأداء المميز الذي كان يحب فاروق هلال سماعه.
ولعل ما لفت نظري في شخصية فاروق هلال، هي تلك الأناقة المفرطة، والنزعة (الأرستقراطية) التي كانت تطغي على مظهره، وهيئته، بينما القليل من الناس كانوا يعرفون جوهره (البروليتاري)، ومشاعره الطبقية المنتمية الى عالم الفقراء والكادحين . ومما عرفته عن هذا الرجل، كرمه الفائق، وعذراً لو قلت إني لم أجد طيلة حياتي رجلاً كريماً مثل كرم فاروق هلال.
فقد كان يعطي دون حساب، رغم أن الرجل لم يكن سوى موظف في الدولة، حتى لو كان بدرجة مدير عام لدائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة والاعلام آنذاك !
ولعل أحد ملامح كرمه يتجلى أمامي يومياً تقريباً، عبر الموائد العامرة التي كان يقيمها لأصحابه في بيته الكريم، وفيها كل ما لذ وطاب، دون أن يتناول منها شيئاً بسبب ( السكري) الذي داهمه منذ ذلك الوقت..
لقد كنت ضيفاً دائماً في هذه السهرات الرائعة، إذ كنت أحضر مرة ومعي الفنان جمعة العربي ومرة أنا والشاعر خالد مطلگ، ومرة أنا والزميل الإعلامي حسام حسن، وكانت جلساتنا تلك تضم كبار الاساتذة الموسيقيين والنقاد والفنانين، أمثال الراحلين طالب القرغلي وعادل الهاشمي وعباس جميل وغيرهم من الكبار، فضلاً عن بعض الفنانين القريبين من الاستاذ فاروق مثل المايسترو علاء مجيد والموسيقي والمخرج كريم عاشور، واستاذ الموسيقى هيثم شعوبي وغيرهم. وقد كانت تلك الجلسات دروساً قيمة في التربية والجمال الفني. واليوم وإذ أذكر في هذا المقال أشياءً كثيرة رأيتها وأعجبتني في شخصية فاروق هلال، فيجب عليّ أيضاً ان أذكر هنا قدرته العجيبة في السيطرة على رغباته ومشاعره وشهواته، لاسيما في تنظيم وتنفيذ برنامجه الغذائي الصارم، بعد أن داهمه ( السكري) كما ذكرت، فكان مثالاً يضرب في ضبط الحمية الغذائية.. وفاروق الذي كان يحب السيجار، تمكن من أن يحافظ بصرامة على رئتيه سليمتين دون دخان كل هذه السنين، بحيث كان يمسك بيده السيجار دون ان يشعله طيلة سهراتنا التي كانت طويلة جداً.. وكان فاروق يعشق الخيل ايضاً، ويذهب لسباقات الخيل في الوشاش باستمرار، بل كان له مقعد، أو مقصورة خاصة هناك، لكنه لم يكن يراهن، بل ولا يقترب من عالم القمار والمراهنات .. وهناك أشياء مشابهة أخرى عديدة لا يسع المجال لذكرها، لكني طالما سألت نفسي قائلاً : كيف يستطيع هذا الرجل الفنان والرومانسي، والموسيقي المجنون بحب الحياة والجمال، والمزدحم بالرغبات، من أن يسيطر على ملذاته ورغباته ومشاعره هكذا ؟
وهنا أود أن أذكر له موقفاً لم يتخذه فاروق مع غيري قطعاً، إذ وهو الذي لا يحضر حفلات الزواج ومثيلاتها، وإن حضر فهو لا يغني حتى لو أقيمت الحفلة في ارقى قاعات بغداد، لكن فاروق فعلها مرة، وحضر حفلة زواجي في بيتنا بمدينة الثورة / قطاع 43 /وغنى أمام الناس في ذلك العرس الذي صادفت ذكراه الخامسة والثلاثون يوم أمس الأول ( الجمعة).. والذي غنى فيه أيضاً القيصر كاظم الساهر، مع حشد كبير من الأحبة والأصدقاء الفنانين..
اما قضية (سيد مالك) رحمه الله، فهي واحدة من الامثلة على روعة فاروق هلال. إذ كان فاروق على علاقة طيبة بالسيد مالك الياسري، وكنا نعلم أنه معجب ومؤمن بالسيد ايضاً، لذا كان يزوره بين فترة واخرى في بيته بالنعمانية. وفي احدى المرات ناولني ورقة نقدية من فئة خمسة وعشرين ديناراً، ومثلها لجمعة العربي أيضاً، ولبعض الأصدقاء الجالسين معنا.. وقال – وقد كان صادقاً- إنه جلب هذه الفلوس من السيد مالك للتبرك ، فخذوها وضعوها بركة مع فلوسكم ! وقد أخذتها منه متعجباً، لأني أعرف أن فاروق رجل علماني له رؤيته التقدمية في الحياة والكون والخلق، كما أنه يعرف بأني لا أختلف عنه في الرؤى.. لكني قبلت بالامر، لأني أعرف بالعلاقة الطيبة بين فاروق هلال والسيد مالك ..
ولأن ظروفي المالية سيئة، فقد كنت اعمل محرراً في جريدة الجمهورية من الصباح حتى الظهيرة، وكان يعمل معي في الصفحة الأخيرة آنذاك الزملاء حسن عبد الحميد ومحمد جبير، ونوال الوائلي، وسامي الزبيدي، وغيرهم.. وبعد انتهاء عملي في جريدة الجمهورية أمضي مسرعاً للالتحاق بالدوام الثاني كمحرر في الصفحة الأخيرة بجريدة العراق، حيث كان يعمل معي فيها آنذاك الصديق الروائي ستار البيضاني مسؤولا عن الصفحة الثقافية، والزميل والصديق عدنان الجبوري مسؤولاً عن الصفحة الرياضية، وغيرهما، وكانت لفات الفلافل غداءنا اليومي في ( أيام الخير الصدامية )!! لذلك كنت أصل الى بيت فاروق هلال في المنصور- بواسطة باص المصلحة- متأخراً عن (الگعدات) لأكثر من ساعتين احياناً، إن راتبي من الجريدتين لم يكن يكفي لاعالة أسرتي، فما بالك بنفقات شخصية كتناول الطعام في مطاعم جيدة، أو استخدام التاكسيات مثلاً ؟!
ولأن فاروق يعرف أني لن أقبل أية مساعدة مالية، فقد استغل موضوع بركة السيد مالك رحمه الله، وراح يزيد في (البركات) ويرفعها لي من خمسة وعشرين ديناراً الى خمسين، ثم الى مئة دينار، الى أن أعطاني يوماً مئتي دينار، قائلاً لي: لقد أرسل لي السيد مالك هذا المبلغ، وليس لدي الوقت لتوزيع بركاته على الأصدقاء، فأرجوك خذها واعطها لاهلك واقاربك.. إنها مجرد بركة ليس إلا !!
أخذت المئتي دينار منه، وقد كان المبلغ وقتها كبيراً بحيث يعادل راتبي الشهري في الجريدة، وقد أفادني في تكملة الامور المعاشية حتى رأس الشهر ..وفي يوم من أيام الحصار البغيض، كنت مفلساً جداً، بحيث لا املك حتى أجرة السيارة التي تقلني الى الدوام في اليوم الثاني، فسألت فاروق ممازحاً: شنو ها الأيام السيد ما يدز لك شي من بركاته؟!
فضحك، وقال: لا والله أبو حسون، يظهر السيد خلصت بركاته.. !!
ومعناها أن الوضع المادي لفاروق هلال ليس على ما يرام، وأن المبالغ التي كان يقدمها من بركاته، وليس من بركات (السيد ) رحمه الله.