بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
تعددت شبكات النقل الدولي، وتناثرت على يمين العراق وعلى شماله، لكنها اختارت عدم المرور به. وذلك على الرغم من علمها ان المرور عبر الاراضي العراقية هو الافضل والاوفر والاجدر والأسرع والأسهل والأقل تكلفة. اما لماذا اختاروا الابتعاد عن ارض الرافدين فتلك مسألة يعرفها القاصي والداني وتعزا الى الاسباب والدوافع التالي:-
- الضغوط والمنغصات الدولية الساعية لعزل العراق. .
- المشاكسات السياسية الداخلية. .
- الحملات الضارية ضد مشاريع الارتباط بالعالم الخارجي. .
- سكوت ذوي الاختصاص، وتصدر أصحاب المآرب التكسبية. .
- غياب الرؤية المستقبلية وغياب التخطيط المركزي. .
- استبعاد المراكز الاستشارية التخصصية. .
وبناء على ما تقدم لابد من استعراض عناوين وخصائص ورموز ومصطلحات تلك الشبكات المتناثرة حول العراق حتى يعلم بها الناس، وحتى تتكون لديهم فكرة مبسطة للعزلة التي نعيش فيها:- - شبكة النقل الأولى: ويطلقون عليها ( ITI ) وتضم السكك الحديدية بطول 7000 كيلومتر تربط بين إسلام آباد وطهران واسطنبول. وتتفرع منها خطوط إلى قيرغيزستان. وخطوط اخرى الى افغانستان وعبر بحر قزوين. وتقع هذه الشبكة تحت إشراف منظمة التعاون الاقتصادي (ECO)، وهي منظمة إقليمية حكومية دولية تضم دول أوروبا والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأوسط. .
- شبكة النقل الثانية: وهي شبكة للنقل الدولي بين الشمال والجنوب يطلقون عليها (INSTC). تم تأسيسها من قبل إيران وروسيا والهند، ثم توسعت لتضم 13 دولة، واصبحت لها تفرعات إلى أذربيجان وبيلاروسيا وأرمينيا وكازاخستان وقيرغيزستان وعمان وروسيا وطاجيكستان. وتركيا وأوكرانيا اضافة إلى بلغاريا. ترتبط بها الهند وبحر قزوين وروسيا وشمال أوروبا عبر إيران. وبتجاوز قناة السويس، يكون الطريق أقصر بنسبة 40% وأرخص بنسبة 30% من الطرق التقليدية من حيث المسافة والوقت. تجمع هذه الشبكة بين ثلاثة طرق غربية وشرقية ووسطى مع الطرق البرية والسكك الحديدية والطرق البحرية. يمر الطريق الغربي لـ INSTC عبر روسيا وجنوب القوقاز وإيران. ويصل المحور الأوسط إلى الهند عبر موانئ سانت بطرسبرغ – أستراخان – بحر قزوين – موانئ شمال وجنوب إيران (موانئ أمير آباد، أنزلي، تشابهار، أستارا. .
- الشبكة الثالثة: ويطلقون عليها ( IMEC ) وتضم الممرات الرابطة بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا. وتهدف الى تعزيز الاتصال والتكامل الاقتصادي بين آسيا والخليج العربي وأوروبا. وقد تكلمنا عنها بالتفصيل في مقالات سابقة. .
- الشبكة الرابعة: وتتمثل بمشروع قطار الخليج ( GCCR ) حيث بات واضحاً أن الالتزام المؤسسي بجعل السكك الحديدية الخليجية حقيقة واقعة أصبح أقوى من أي وقت مضى هذا العام 2023. وقد يجعل مشاركات القطاعين العام والخاص للسكك الحديدية أكثر جاذبية للمستثمرين.
على الرغم من التقدم المُحرز على المستوى الوطني. لكن المؤسف له العراق ظل خارج هذه الشبكة للاسباب التي مر ذكرها. . - الشبكة الخامسة: وتشمل جميع خطوط النقل العابر التي انتجتها مبادرة الحزام والطريق ( BRI )، التي تسمى أيضا بمبادرة (طريق الحرير الجديد). وهي أيضاً استراتيجية تنموية تعتمدها الحكومة الصينية وتتضمن تطوير البنية التحتية والاستثمارات في 152 دولة ومنظمة دولية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. .
ختاماً: سيأتي اليوم الذي يفجر فيه الشعب العراقي تساؤلاته عن اسباب الحملات الاعلامية الداخلية التي حرمت العراق من التواصل مع العالم، وحرمته من تعظيم موارده برسوم النقل العابر، وحرمته من التبادل التجاري الاسهل والاسرع مع البلدان القريبة والبعيدة.