بقلم : حسن المياح – البصرة ..
العمالة والعميل من العمل …. وتقوم العمالة على ركيزتين أساسيتين ، هما الجهة ، والغاية ….. والمقصود بالجهة هي الوجهة التي يعمل اليها ، وتنفذ أجنداتها …. والغاية هي الهدف الذي من أجله يسعى الإنسان السياسي العميل أن يحققه منفعة لذاته …. فالعمالة طرحٱ وجمعٱ ، أنها منفعة ذات بغض النظر عن شرف الوسيلة ، من عدمه ….
والعمالة تتفاوت درجات ، وتختلف مراتبٱ وعناوينٱ …. والعميل مسير ، لا مخير ، وأنه مقود ، وليس هو بقائد ، وأنه مستعمر مستعبد ( بفتح العينين ) ، لا مستعمر سيد ….. ( بكسر العين ) ….
عمرو بن العاص { العميل المقيد لجهة واحدة ، والمزدوج ، المشهور عالميٱ ، والمعلن دوليٱ ، في كتب التاريخ …. ,!!! ؟؟؟ } داهية كبير ، وهو من الدهاة العرب الستة المشهورين المعروفين بالمكر وبالخداع ، وبالتدبير الشيطاني المنجي دنيويٱ ، والمخلص من المشكلة والورطة والحرج والمأزق والوقيعة …. وعمرو بن العاص ، الدهاء عنده بمنزلة الملكة ، لما هو عليه من قدرة وقابلية وحسن صنع شيطنة تدبير ….. لذلك إتخذه معاوية ( وهو كذلك من الدهاة الستة ) وسيلة لقضاء الأمور التي فيها يحتاج اليه —- لما هو عليه عمرو بن العاص من مكر ودهاء وشيطنة أكبر وأكثر من معاوية —- مقابل كسب مادي دنيوي ، يحصل عليه عمرو بن العاص ، وهذا هو الذي نطلق عليه { الغاية } …. بينما معاوية هو { الجهة } التي يعمل من أجلها العميل عمرو بن العاص …. ومعاوية هو المستعمر السيد ….؟؟؟
عمرو بن العاص صاحب خبرات وتجارب ، وقد عركته الحياة ممارسات وإرشادات ، وصنعت منه شيطانٱ كبيرٱ يشار اليه بالبنان ، ولم يكن خردة ، أو فلتة ، أو صدفة ، كما هم سياسيو ما بعد ٢٠٠٣م الصدفة الخردة في العراق …. ؟؟؟
عمرو بن العاص صانع معاوية موقف إقتراب مصلحة وجدها عنده ، وأنه ضالته المنشودة السهلة القابلة …. ، ومعاوية السمين في العطاء بلا حساب ….. بينما عمرو بن العاص عادى الإمام عليٱ عليه السلام ، لا كرهٱ له ؛ وإنما هو يجله ويحترمه وبهابه ويخافه ، وأنه يعلم من هو علي عليه السلام …… ؟؟؟ ؛ لكن لم يكن علي عليه السلام هو ضالته ، التي من خلاله يحقق أمانية الشيطانية المجرمة الفاسدة ، كما هو مع معاوية بن أبي سفيان الأموي ….
فعمرو بن العاص صانع معاوية وداهنه وتملقه وإنبطح اليه بمكر شيطاني خبيث لئيم ، وكان قريبٱ منه ، ومعاوية هنا يمثل الجهة المستعمرة السيد الذي من أجله ولصالحه يعمل عمرو بن العاص ، الذي هو العميل …… ، وأن الغاية من هذه العمالة والعمل وبذل الجهد ، هو من أجل تحقيق رغبة ومنفعة لصالح عمرو بن العاص ، وهي أنه يعين واليٱ على مصر لينهبها ، كما هم سياسيو الصدفة منذ عام ٢٠٠٣م الذين حكموا العراق ونهبوا ثرواته ….
عمرو بن العاص داهية ذكي شيطاني شرير ماكر غادر ، سريع البديهة ، فاتح العينين ، مطلق العقل تفكيرٱ في كل صغيرة وكبيرة ، متحسبٱ ومحتسبٱ ، وهو الوضيع السافل الهابط ، الذي لا كرامة له ولا عزٱ ولا شموخٱ ولا حياء ، لكنه المؤمن نفسه من دواعي وعوادي ، ما يواجهه من مخاطر ….. لذلك هو كشف عورته لما وقف على رأسه الإمام علي عليه السلام بسيفه ليقتله ، فدفع عمرو بن العاص الداهية الوضيع السخيف ، الموت بمنقصة ومثلبة وعار وخزي وهوان ومهانة ، وهو غير الحيي ولا الخجول من فعلته ، لأنه مكيافيلي التفكير ، براجماتي التصرف ، تافه الأخلاق ، سخيف ووضيع السلوك …. وبهذا العار والخزي والشنار خلص عمرو بن العاص نفسه من موت زؤام مر محقق أكيد …..
نحن نتحدث من باب القياس المنصوص العلة ، مع الفارق في المصداق ….. لما نشبه سياسيي الصدفة الخردة الذين حكموا العراق بعد عام ٢٠٠٣م ….. ولا زالوا متربعين على الكرسي بعمالة مجرمة فاضحة فاسدة فضيحة مخجلة سافلة …… وأن هؤلاء ليس لهم دهاء ولا مكرٱ ، ولا حيلة ، ولا خداعٱ مموهٱ ، ولا مناورة يجيدونها ، …… ولا ، ولا ، ولا ….. كما هو عمرو بن العاص …… لأنهم غشمة ، وإن كانوا قد تدربوا في المهجر على كيفية أن يكونوا عملاء ….. ؛ ولكن ليس من النوع الثخين …. لأنهم قد أتخذ منهم سلعة تجارية مستعجلة ذات إستخدام واحد …..
لكن فيهم طعم ورائحة وذوق وشم وحس ولمس …. { ولو كان خفيفٱ } من عمالة عمرو بن العاص ….. وأقول { خفيفٱ } لأن عمالتهم لم تكن من نفس مستوى حبك شيطنة عمرو بن العاص الداهية ، لما يخطط ، ولما يمكر ويخدع ويعمل …. لأنه يفكر وهو صاحب خبرات ومهارات متعددة متنوعة كثيرة ، وهو صاحب تجارب وممارسات رهيبة عظيمة داهية عميلة ….. لذلك العمالة عند عمرو هي بمنزلة الملكة ، والمهنة ، والحرفة ، والطبيعة ، والسجية ، والخلق ، والتفكير ، والسلوك والتصرف ….. بينما هي عند السياسيين العراقيين الذين جاؤوا خلف ، ووراء ، وبحماية ، الدبابات الأميركية ، والمصفحات البريطانية ، بصورة علنية مكشوفة مفضوحة ……
وعمرو بجيد العمالة لعبٱ ومهنة في السر والعلن …… وان هؤلاء الغشمة المتسولين المهازيل قليلي الخبرة والتجربة ، لا يحسنون صنع العمالة حرفة ، ولا مهنة ، ولا ممارسة ، ولا تجربة …. لما هم في أول إعتلائهم الكرسي ، حاكمية عمالة للمحتل ….. ؛ لكنهم تمرسوا ، وتحنكوا شيئٱ ما ، إجادة صنعة العمالة ، لما مكثوا عشرين عامٱ منذ ٢٠٠٣م ممارسة …. ولكن ليس بمقدورهم ، أن يكونوا من شاكلة عمرو بن العاص ….. لأن عمرو بن العاص كان عميلٱ لمنفعة ذاته ، ولكن لا على حساب وطنه ( لأنه عمالته كانت لمعاوية ، وأنه حرب لعلي ، وكلا الجهتين مسلمان …. وليس في البين من هو محتل غاشم إجنبي عن دين الإسلام ( ولو بالنسبة لمعاوية في هوية الأحوال المدنية أنه مسلم ) ، وأنه يبيع وطنه على ما هو عليه من إتساع ، الى محتل أجنبي ، كما هم سياسيو الصدفة ، الشيش عوازة ، ما بعد ٢٠٠٣م ، لما باعوا العراق شعبٱ … ، وثروات … ، وجيوسياسة … ، الى الأميركان والبريطانيين والصهيونية الماسونية …